رحل بشار لتبقى روحه الطاهرة ساكنة في وجدان كل من عرفه، ليدعوا له بالرحمة والمغفرة...
كان شهيدا يمشي على الأرض بعد ما عاد إلى الحياة باعجوبة...
تتحجر الكلمات في حلقي امام الفاجعة، من أين وكيف ابدأ، هل من رثاء ابن لأبيه الطيب، ام الاخ الصغير لاخيه الأكبر المحترم، ام الرفيق لرفيقه المخلص، ام التلميذ لمعلمه في مدرسة الحياة الوعرة...
كان الرجل، الناصح الصدوق المؤمن بقضية شعبه، التي ناضل من اجلها في مختلف ميادينها، من ساحة العز والشرف القتال أثناء الحرب، إلى ساحة البناء المؤسساتي، فكان من اؤائل الذين ساهموا في تنظيم وتأطير الانطلاقات الأولى للجماهير في مخيمات العزة والكرامة، وأخيرا وليس آخر انضم إلى الجبهة الدبلوماسية بعد إسكات البنادق...
من عرف الشهيد بإذن الله #بشار، سيتعرف على الإنسان البسيط في حياته الكريم سواء كنت الضيف او المضيف، البشوش مع الجميع...
فالشهيد، لم يكن رقما عابرة في حياة كل من عرفه، بل كان فيلسوفا منظرا في السياسة وعلم الاجتماع، لا يجامل على الباطل ولا يحسد على الحق في تقييم للواقع دائما يرتقى عن الصغائر في الحديث عن الأشخاص يناقش الافكار بتجرد، وهو المقاتل الشجاع الذي لا يهاب الموت، الناجي باعجوبة من المعركة ضد المحتل الغاشم، عان طويلا مع الجروح والندوب من آثار الحرب...
رحل الشهيد لتبقى ابتسامته وروح الدعابة التي لا تفارق محياه، ونصائحه العميقة المحفورة في الذاكرة، وشجاعته الاستثنائية...
رحل الشهيد صاحب الذكاء الحاد، والتفكير الراقي والنظرة الثاقبة للمستقبل، فكان بقدر حبه للحياة مؤمن ان الموت حق وستاتي مرة واحدة فاهلا وسهلا بها...
رحل الشهيد الذي يدعوك في كل مرة تزوره فيها، وفي نهاية كل دردشة ونقاش، إلى ضرورة التمسك بالعروة الوثقاء، وأن النصر حتما آت مهما طال الزمن وامله كبير في أجيال المستقبل، لاستكمال رسالة جيله ومن استشهد منهم في سبيل هذه الرسالة المقدسة!
كما الحديث معه له شجون، عنه أيضا يطول!
رحم الله معشر الشهداء وجزاهم عنا خير الجزاء.
عزاءنا جميعا عائلة ورفاق واصدقاء وابنا وشعب واحد في هذا المصاب الجلل.
انا لله وانا اليه راجعون.
حدي الكنتاوي
0 تعليقات