اشترك في النشرة البريدية

ما هو مفهوم النسوية Feminism؟


 النسويّة لهذه الكلمة تعريفات عديدة، سنقدم تعريفين أحدهما محايد والآخر تقدمه إحدى أبرز قائدات الحركة النسوية في العالم. يعرِّفُها معجم أوكسفورد بأنها: الاعتراف بأن للمرأة حقوقًا وفُرَصًا مساوية للرجل، وذلك في مختلف مستويات الحياة العلمية والعملية.
أما النَّسَوية الكندية الشهيرة، لويز توبان، فتعرفه تعريفًا بعيدًا كل البعد عن التعريف القاموسي، فالنسوية: هي انتزاع وعي فردي بدايةً ثم جمعي، متبوع بثورة ضد موازين القوى الجنسية والتهميش الكامل للنساء في لحظات تاريخية محددة.
وقد تطورت الفكرة النسوية منذ بدايات القرن التاسع عشر وحتَّى الآن تطورًا كبيرًا، وتطورت مدارسها فأصبحت لها عدة مدارس. والنسوية ليست فلسفة فقط أو إيديولوجيا بل إنها تتعدَّى ذلك للممارسة السياسية ثم الاجتماعية ثمَّ وأكثر من هذا الممارسة الشخصية والذاتية، حيث تعبر النسوية عن مجموعة من الأفكار والمبادئ تتبناها النساء حتى في تعاملهن مع أزواجهنّ.
أشهر مدارس النسوية
الحركة النسوية، ليست تنظيمًا عالميًا، وليست فكرًا جاهزًا يعتقده كل من يؤمن به، بل هناك اختلافات شديدة بين مدارس الحركة النسوية، أشهر هذه المدارس ثلاثة مدارس إضافةً إلى الكثير من المدارس الأخرى الأصغر:
– النسوية الإصلاحية “الليبرالية”: تعتبر هذه المدرسة من أقلّ المدارس النسوية تعصبًا، حيث تعتمد هذه الحركة بالأساس على فكرة أن الرأسمالية قادرة على إعطاء المرأة حقوقها، وتعمل هذه المدرسة بشكل “إصلاحي” تمامًا وتناضل من أجل قوانين مساوية بين الرجل والمرأة في الحقوق والواجبات، بالجملة فإن هذه المدرسة تعتبر امتدادًا للثورة الفرنسية 1789.
– النسوية الراديكالية: يعتبر هذا التيار أكثر تيارات النسوية تعصبًا للمرأة، حيث يرى أن المشكلة في الأساس هي أنَّ الرجال يحاولون دائمًا السيطرة على كل شيء منذ بداية التاريخ، وعلى المرأة أن تناضل من أجل حقوقها المنهوبة، وقد تطورت فكرة نضال المرأة لدى هذا التيار حتى اقتراح أن تنفصل النساء تمامًا عن مجتمع “الذكور” وتقيم مجتمعًا خاصًا، باعتبار أن المرأة في حالة عداء دائم مع الرجل.
-النسوية الماركسية: إضافةً إلى التفسير الذي تقوم عليه الحركة النسوية – أن “الذكور” دومًا يحاولون السيطرة على كل شيء – فإن هذا التيار يتبنى أيضًا وجهة نظر طبقية تجاه الأمر، حيث أن تهميش المرأة بدأ ظهور الملكية الخاصة، واشتباك المرأة مع الواقع الطبقي سيقوم بقلب الأنظمة الرأسمالية لمجتمع لا طبقي.
رموز الحركة النسوية في العالم
سيمون دي بوفوار: اشتهرت دي بوفوار بالعديد من الأشياء، منها أنها فيلسوفة وأديبة ومحللة اجتماعية وأحد أهم المناضلات في العالم، لكنَّ الشهرة الأكبر كونها صاحبة كتاب “الجنس الآخر” الذي تعرضت فيه لاضطهاد المرأة عبر التاريخ، كانت دي بوفوار على علاقة مفتوحة بسارتر وعرف عنها أنها تمارس الجنس مع طالباتها في المدرسة الثانوية، تعتبر بوفوار أحد أهم المنظرين لموجة ثانية من الحركة النسوية في العالم.
جيرمين غرير: مثلها مثل بوفوار كانت جيرمين غرير أحد أهم النسويات في العالم بعدة كتب، منها: الخصي المؤنث، الجنس والقدر، وغيرها من المؤلفات الأخرى. كتابها سابق الذكر كان في قوائم الأكثر مبيعًا عام 1970. تلقت غرير تعليمها في مدرسة دينية – نفس التشابه بينها وبين بوفوار – ثم أصبحت دكتورة في الجامعة، تزوجت مرة واحدة من صحفي لم يدم الزواج معه سوى ثلاثة أسابيع فقط!
نشأة الحركة النسوية في العالم العربي
بدأت الحركة النسوية في العالم منتصف القرن التاسع عشر، حيث كانت الأوروبيات يناضلن من أجل حقوقهن في حياة سياسية مساوية للرجل، كما يناضلن من أجل حقوق المواطنة وحق الانتخاب وحقّ عدم تشويه الأعضاء التناسلية “الختان”، ثم تطورت المطالبات لتصبح حقّ إنهاء الحمل دون رأي الزوج والكثير من المطالبات الشبيهه عند بعض التيارات.
بدأت الحركة النسوية في العالم العربي بانطلاقها من مصر، تأسس الاتحاد النسائي المصري عام 1923 وحضرت رئيسة الاتحاد الدولي للحركة النسوية في العالم إلى مصر لمساعدة المصريات في بناء التنظيم ودعمه، ومن أبرز النسويات في العالم العربي هدى شعراوي وصفية زغلول، إضافةً إلى العديد من المناضلات واللاتي تم اتخاذهنّ كرموز للنضال النسوي كجميلة بوحريد وليلى خالد، إضافةً إلى الكاتبة المصرية نوال السعداوي.

إرسال تعليق

0 تعليقات