تلقيت بتأثر بالغ نبأ رحيل المقاتل و السفير بشاري الصالح حيمد الى الفردوس الاعلى حيث رفاقه من الشهداء الاماجد. ترجل بشاري عن صهوة الجهاد في سبيل قضية آمن بها حتى النخاع، و بذل من اجلها النفس، فكل جرح على جسده الطاهر شاهد على اقدامه و شجاعته المنقطعة النظير، فقد كان الشهيد تجسيد لمعاني التضحية و العطاء من اجل الوطن السليب، و مثالا ناصعا للديبلوماسي المحنك المرافع عن حق شعبه في الحرية و الاستقلال. الشهيد بشاري الصالح كما عرفته لن تستطيع الكلمات ان تفيه حقه فهو اكبر بكثير في ان تختزل سيرته و انجازاته في بضعة سطور ، فقد ترك لنا هذا الصحراوي الابي ارثرا لاينضب من المكتسبات التي ستبقى معالم خالدة على طريق النصر و الانعتاق. هكذا هو ديدن الشهداء يعملون و يضحون و في آخر المطاف يرحلون في صمت. رحيل بشاري خسارة بكل المقاييس، فمثله من الرجال نحن في حاجة ماسة لهم في زمننا هذا لنقاوة معدنهم و ثباتهم على العهد حتى النفس الاخير. و انا اخط هذه المفرادات البسيطة جدا اتذكر بكثير من الحنين محطات و مناسبات كثيرة جمعتني بالرجل، تعلمت منها معنى ان يكون المرء عاشقا لوطنه محبا لشعبه ، و ان يحيا شامخا عزيزا و يموت شريفا أبيا. اخي بشاري لقد عشت بيننا بأخلاق الصحراوي الاصيل، المحب للخير، الكريم المعطاء، و رحلت عنا قديسا. نم ايها الشهيد بشاري الصالح قرير العين مطمئن الروح، فقد كنت عملاق الامس، و اضحيت شهيد اليوم و الغد.
بصيري محمد سالم ولد السالك.
0 تعليقات