اشترك في النشرة البريدية

ثلاثة انتهاكات قاسم حداد

1
الأرض باقيةٌ ونحن ذاهبون.
الأرض،
أين الأرض
أين… تنفس المعنى على أرضٍ
ترانا ننتهي
فنؤجل المسرى.
لك الأرض الوسيعة إن أردتَ
وليس لي منها
سوى مترين مثل تنفس السنجاب
هاتِ الأرضَ كي نبكي
كأنَّ الباب يُوصدُ،
كل ما في الأرض زلزالٌ
وليس من يمضي سواي.
٭ ٭ ٭
نحيا معاً وأموت وحدي،
كلما عشنا معاً
يتغير التاريخ والجغرافيا
يتغير الماءُ القديم
يتغير المستقبل الماضي هنا
ينزاح عمرُ الأرض وهي باقية
لنا منها أقلُ من انسحاب النور
في أعقاب أبواب الزنازين الوحيدة
ولنا بقايا الصوت في ذيل القصيدة
ولنا المرايا شبه خالية من الزئبق
لنا المأزق.
نظنُّ بأن تحية الريح السحيقة تشتهينا
نحن أحفادٌ خرافيون
ننسى أن تاريخاً يؤلفنا
وننسى أرضنا متروكةً لمثالب السنجاب
يرقص هارباً
لستُ أعرفُ
ننتمي للأغنيات
مثل موسيقى الحياة
أو ننتهي مثل البداية تارة
ونؤجل الذكرى
لنا،
كالجنة الأخرى،
رؤىً تترى
إذا عشنا،
أموتُ، وأنتَ في الأسرى.
2
بلا معنى،
انتهينا في يدٍ وزجاجتين
وطائرٍ تاهَ البريدُ به.
رسائلُ أخوةٍ يتكاسرون على الطوابع
كي تضيع رسائل الأسرى
مكدسة أمام الماء
عطشى،
أو مضمّخة بعطر الغائبين
رسائلهم لنا
من أخوة يبكون في لغة بلا معنى
انتهينا،
أو نسينا الشمسَ
والريح التي انكسرت على أسوارنا
تاهتْ سدىً
أحلي رسائلنا سدىً ضاعت
بلا معنى
تحاجزنا على أجسادنا
وبكى لنا شجرٌ
وضاع الزيزفون بنا.
3
هل فتحتَ كتابك لتقرأ أم لكي تكتب، هذه هي المسألة. نصوصهم في جاهزية السلاح، وأحلامك قيد الكتابة. فافتح كتابك. فليست المسألة في الحياة، المشكلة في النص. اكتبْ نصوصك واحذ ر لصوصك، ولا تؤجل خطوتك عن الطريق. بردُ المحطات لا يرحمك، ووحشة الانتظار موتٌ بمثابة القتل. دَعْ لحبرك حرية الماء وصلابة الموج، واكتبْ الذرائع شامخة في هواء الأجنحة. اكتبْ ولا تنظر. إقرأ ولا تنتظر.

٭ شاعر بحريني

إرسال تعليق

0 تعليقات