اشترك في النشرة البريدية

في الحديث عن جدلية التاريخ يعيد نفسه، هل هي خطيئة ام حسنة؟!


لم تكمل جبهة البوليساريو نصف قرن بعد من تاريخها ومزال الكثير من صناع ماضيها حي يرزق، فالمتصف لأدبياتها في ما مضى لا تحبذ الالتفات إلى الوراء كثيرا بغض النظر عن أهمية المحطات الماضية سواء كانت سلبية ام إيجابية، قبل اللقط خلال الايام القلية الماضية، وكأن البوليساريو ما قبل "كورونا" ليست ما بعدها، لتثير النقاش من جديد حول محطات مثار جدل، لم يتم الآتفاق علي تصنيفها بعد، هل هي انتصارات ام أنكسارات؟؟ ، غير أن الثابت الوحيد ان الانظمة تحرك العصا الغليظة في مياه التاريخ الراكة في العادة لسببين.
1/ إما انها تريد استنهاض الأمة والتغني بمحاسنها من أجل شحذ الهمم والرفع من المعنويات، لتقوية تماسك المجتمع اكثر فأكثر، خاصة اذا كان الماضي مشرق.
2/ او تستحضر التاريخ من اجل التذكير بمآسي الماضي، حتى لا تتكرر المأساة، اذا كانت مؤشرات الاحداث توحي بأننا على نفس الطريق التي ادت بنا في الماضي للوقوع في الكارثة انطلقا من المبدأ القائل نفس الأسباب تؤدي إلى نفس النتائج.
في كلتي الحالتين، ومهما كان التاريخ مشرفا او مخجلا، لم نشهد الحديث عن المستقبل وهو الأهم، ماذا ينتظر المشروع الوطني بعد عشر او عشرين سنة من الان؟! ام اننا امة يشدها الحنين إلى ما فعلت اكثر من ما ستفعل في المستقبل؟!
يبدو ان النخبة السياسية الوطنية الحالية تفضل التنظير والتبارز في التاريخ الذي هي جزء منه على حلبة الصورة والصوت اكثر من الكتابة التي تبقى ليستفيد منها المؤرخون والباحثون في المستقبل؟!
في انتظار من يستشرف للمشروع الوطني في آفاق المستقبل والخيارات الاستراتيجية الكبرى التي تنتظرنا في عالم يتحرك بسرعة مخيفة وخاصة منطقتنا القريبة، وبعيدا عن الصراع الوهمي والمتجاوز بين الجمهوريين والديمقراطيين على الطريقة المحلية، الذي لم نتحرر منه إلى اليوم ومساهمته المشهودة في فرملة تقدم المشروع الوطني إلى الأمام في الحلقة القادمة من برنامج "الحدث"...من الأفضل ان نترك للتاريخ من يحكيه ويؤرخه.... وننطلق في التفكير والاستشراف للمستقبل بالتاكيد لن تكون خطيئة يحاسبنا عليها الرب.
تصبحون على مستقبل وطن مشرق.
#حدي_الكنتاوي

إرسال تعليق

0 تعليقات