اشترك في النشرة البريدية

د. الحسن اللاوي:البعض لايدرك قيمة الإعجازاللغوي في آيات القرآن



كتب-إيهاب زغلول 

يقول الأستاذ الدكتور الحسن عبداللطيف اللاوي أستاذ الأدب والنقد في كلية اللغة العربية بجرجا : بعض من لايفهمون أساليب العربية يقولون: [[كل آيات القرآن الكريم التى فيها سؤال للرسول -صلى الله عليه وسلم- يُصَدَّر جواب السؤال فيها بكلمة:(قل) ماعدا قوله تعالى:(وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ) [البقرة : 186] فليس فيها (قل) إشارة إلى أن العلاقة بين الله وخلقة لا تتطلب وساطة أحد حتى ولو كان الرسول -صلى الله عليه وسلم- ]] أ هـ. 

وليس الأمر كما زعموا ، ولو أمعنوا وأنعموا النظر لعلموا أن كل الآيات التى تصدَّرت فيها كلمة (قل) جواب السؤال إنما هى من قبيل الأساليب الخبرية (يسألونك)، بينما الآية السابقة هى الوحيدة من آيات السؤال التى وردت فى أسلوب إنشائى وهو الشرط (وإذا سألك)، فالسؤال هنا مفترَض بينما السؤال هناك واقع، والله -سبحانه- يريد أن يبين لنا من خلال جواب الشرط (فإنى قريب) أن هذا القرب موقوف على حدوث فعل الشرط،وهو سؤالهم للرسول -صلى الله عليه وسلم- لأنهم عندما يسألونه يكونون فى حالة قُرْب منه -صلى الله عليه وسلم- وإذا كانوا كذلك فالله قريب منهم لقُرْبِهم من رسوله -صلى الله عليه وسلم-.

ومن أسباب عدم ذكر كلمة (قل) أيضا فى هذه الآية الكريمة ألا يلتبس كلام الله عن نفسه بكلام الرسول -صلى الله عليه وسلم- عن نفسه، فلو قال: (فقل إنى قريب) لالتبس علينا مرجع ضمير المتكلم فى كلمة (إنى).

أقول هذا الكلام ردا على أولئك الذين يريدون أن يُخرجوا -بجهلهم- رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من علاقة المسلم بربِّه ادعاءً للمحافظة على التوحيد، ونسوا أن نصف شهادة التوحيد (محمد رسول الله) فلا يتمُّ توحيد عبد ولا يستقيم حتى يستحضر فيه محمدا رسول الله.

إرسال تعليق

0 تعليقات