أعاد انتشار وباء كورونا "كوفيد - 19" الحياة من جديد، لصناعة الأفلام التي يدور محتواها حول الأوبئة ونهاية العالم.
في فترة العزل، تحظى أعمال مثل سلسلة "باندميك" الوثائقية على "نتفليكس"، وفيلم "كونتاجيون" (2011) لستيفن سودربرغ، بأرقام مشاهدة غير مسبوقة على الإنترنت، إذ يسعى المشاهدون من خلالها لفهم الحدث الراهن.
ويضمّ فريق "كونتاجيون" ممثلين من الصف الأول، مثل غوينث بالترو، وكيت وينسلت، ومات دايمون، ولورانس فيشبرن، وجود لو، وماريون كوتيار. ويوثّق انتشار فيروس ينشأ في آسيا، ويتسبّب بإقفال تام على مستوى العالم.
يتميّز الفيلم بنبرة واقعية رزينة، تختلف عن أفلام الكوارث المعتادة، وقد أنتج بالاستناد إلى إرشادات خبراء صحة من جامعة كولومبيا.
وتكتسب أفلام "الوحوش"، كجزء من أفلام الرعب كنمط أوسع، معنى جديدا اليوم، إذ أنّها تتمحور حول الخوف من التعرّض للدغ أو العضّ، وبالتالي التقاط عدوى لا شفاء منها.
وقال الناقد السينمائي، نيكولاس باربر" إن نظرت إلى أفلام المستذئبين، مثل "مستذئب أميركي في لندن" (1981)، ستجد أنّه يتناول موضوع الخوف من أن يلدغك شيء ما، وأن تنقل العدوى إلى شخص آخر"، يقول نيكولاس باربر، الناقد السينمائي في "بي بي سي".
وأضاف أنه "لديك أيضًا أفلام مصاصي الدماء، وهي ترتبط إلى حد بعيد بالمرض والأوبئة. في أحد مشاهد "نوسفيراتو"، نسخة 1922 من دراكولا، تتدافع الجرذان خارج الكفن، ويبدأ الناس بالموت في القرية، ويلقون اللوم على الطاعون. أفلام مصاصي الدماء هي في الحقيقة عن العدوى والطاعون والمرض".
وأما أفلام الزومبي اليوم، يرونها المشاهدين من زاوية مختلفة، مثل فيلم "بعد 28 يومًا" لداني بويل، أو عمل مارك فوستر الملحمي World War Z) 2013) من بطولة براد بيت.
في أحد مشاهد "بعد 28 يومًا"، يقف الممثل، كيليان مورفي في شوارع لندن الفارغة والصامتة، بعدما ضربها فيروس غامض لا شفاء منه.
من جهته، يتناول فيلم"World War Z" العولمة، وكيف لم تعد الأوبئة تطال مدينة واحدة فقط، بل تنتشر في العالم، كما نرى الآن. كان ذلك فيلمًا يتناول الفكرة، وهذا ما يعدّ غير مسبوق لناحية ما نعيشه اليوم".
الوحدة في العزل بعد العدوى، كانت أيضًا من الموضوعات التي تناولتها هوليوود، كما في فيلم "أنا أسطورة" (2007) من إخراج فرانسيس لورانس صاحب سلسلة "هانغر غايمز"، وبطولة ويل سميث.
وأوضح باربر أنه "اعتدنا أن نرى الزومبي كجثث متثاقلة، بُعثت من جديد، تتسلّل خارج المقابر، كأنّها أشبه تعليق رمزي على النزعة الاستهلاكية والاضطرابات الاجتماعية". ويضيف: "تغيّر ذلك مع فيلم "بعد 28 يومًا"، حيث بات اسم الزومبي "المصابون"، ولم يعودوا جثثا متحركة، بل أناسا أصيبوا بالفيروس".
0 تعليقات