ما زالت الدولة المغربية ترخص بين الحين والآخر للأوروبيين بمغادرة المغرب في رحلات جوية أو بحرية نحو أوروبا والولايات المتحدة، ولكنها تعد الدولة الوحيدة في العالم التي لم تسمح بعودة مواطنيها الذين كانوا يتواجدون في دول خارجية قبل إغلاق الحدود بسبب فيروس كورونا، رغم توسلاتهم المستمرة ومعاناة الكثير منهم بل ارجعت جثامين الموتى منهم من مطار الدار البيضاء ما دفاع ايطاليا الى منحهم قطعة ارض ودفنهم.
وخلال نهاية الأسبوع الماضي، رخّص المغرب رحلة جوية لنقل مواطنين فرنسيين من المغرب، ورحلة بحرية أخرى لنقل مئات الفرنسيين من طنجة إلى فرنسا، كانوا من السياح الذين يجوبون ربوع المغرب بسياراتهم.
في المقابل، تستمر الدولة المغربية في عدم الترخيص لمواطنيها بالعودة الى وطنهم منذ إغلاق الحدود منتصف الشهر الماضي، ولا تقدم أي تفسيرات بشأن عدم إجلائهم. ويتعلق الأمر بمغاربة ليسوا مهاجرين بل مقيمين في المغرب توجهوا إلى دول أوروبية من أجل السياحة أو لأغراض مهنية وطبية، وتفاجأوا بإغلاق الحدود في وجههم. ووصل الأمر الى منع حتى أولئك الذين دخلوا الى سبتة ومليلية من العودة إلى وطنهم، ولا يتطلب الأمر أي تحضيرات لإجلائهم، فقط قطع بضعة مترات من الحدود الفاصلة.
وبدأ مهاجرون يطالبون الدولة المغربية عبر مقالات في الصحافة المغربية وأشرطة في شبكات التواصل الاجتماعي بأن تتحمل مسؤوليتها وتعمل على تنظيم إعادتهم الى وطنهم كما فعلت معظم دول العالم.
وإقليميا، عمدت دول مثل اسبانيا والجزائر وتونس وموريتانيا إلى إعادة مواطنيها الى بلدهم، حيث أقامت لهم مخيمات للحجر الصحي.
في الوقت ذاته، لا تسمح الدولة المغربية لمواطنيها المهاجرين الذين كانوا يتواجدون في المغرب وتفاجأوا بإغلاق الحدود، بمغادرة البلاد نحو أوروبا. ويسمح الاتحاد الأوروبي لكل مواطني أوروبا بمن فيهم المهاجرون بالعودة الى دولهم رغم أن الدول الأوروبية تعيش وضعا صعبا نتيجة كورونا. وكمثال، تحافظ اسبانيا على الحد الأدنى من التنقل عبر القطار والحافلات بين مختلف المدن الإسبانية بل وحتى بالطائرات مع دول أوروبية أخرى باستثناء إيطاليا.
0 تعليقات