اشترك في النشرة البريدية

"كرايت مندريش"


قبل تفسير هذا المثل ، دعونا نرى دلالات
مثل حساني آخر في واقعنا اليوم ، يقول : "الماهو فالغزي أرجيل "
ينطبق هذا المثل في واقعنا اليوم ، على المنهزمين والمتشائمين ، الذين لا يقرأون الأمور في سياق الأجندات الخفية ، ومدى ملاءمتها للتوجهات الآنية والمستقبلية ، التي قد لا يعلمها إلا من صنعوا التاريخ وواكبوه بحلوه ومره دون تردد أو إنكسار ، فمن قال أن المثقفين والخريجين على إختلاف تدرجاتهم العلمية ، على إطلاع تام بما تخفيه القضايا الدولية وكواليسها السياسة ؟ وهل لهؤلاء وغيرهم ممن هم كالريشة في مهب الريح ، تجربة ميدانية طويلة ومعاينات واقعية لمجريات التاريخ ، وما صاحبها من مطبات ، حتى تؤهلهم للتنبأ بعواقب كل خطوة جدية ، قد يتخذها من سبقهم بليلة ، وكان بالفعل أكثر منهم حيلة وحرصا على المصير ؟
يتكلم البعض عن التجديد والتشبيب ، وعن عجز الرئيس وخيبة الظن في الحكومة الجديدة ، وفي ما تلاها من تعيينات بمراسيم رئاسية ، وما إلى ذلك ، ولكل حاجة في نفس يعقوب ، قد تكون خلفيتها طموح إلى الظفر بتلابيب السلطة وجني ثمارها ، وقد تكون لإحداث تحول مشبوه ، تنتعش فيه القبلية وتستفحل فيه الحسابات الضيقة . أو قد تكون حقا يراد به باطل ، والباطل في واقعنا ، هو كل شئ يخدم أجندة الأعداء عن وعي أو عن غير وعي .
في هكذا وضع ، غالبا ما يكبر الأنا ويزداد النفور عند بعض الأشخاص قادة كانوا أو بسطاء ، وبالتالي يكثر التشاؤم ، وتنتشر ظاهرة " لفگايع " على "النظام" وتصبح " لخلاگ" قنبلة موقوتة ، يجب تأمينها في نظر البعض للحفاظ على المصير المشترك .
المعروف لدى الصحراويين ، هو أن " الهم أكبر من لخلاگ " ولذلك فقبل تأمين "لخلاگ ومعالجة أي تذمر ، الأولى بنا والأجدر هو تأمين المصير ، الذي كان ومازال مرهون بتحقيق إرادة الشعب الصحراوي بأكمله ، وليس بإرادة أشخاص معينين تخلوا في غفلة من الزمن عن الواجب وخانوا عهد الشهداء وأمانتهم .
التاريخ كما هو معروف لا يرحم الخونة والمرتدين ، لكنه يبني قصورا من ذهب للمخلصين الأوفياء للمبادئ والقيم النبيلة .
إن الذين يغردون خارج السرب ، بأحاديث وكتابات فارغة في بعض المواقع إلإكترونية المستقلة ، وعبر وسائل التواصل الاجتماعي ، ويخوضون في الشأن العام طبقا لمزاجهم وأهوائهم الخاصة ، إنما يخدمون العدو وأنفسهم بهكذا سعي مشبوه .
الصحراويون هاجروا عن ديارهم من أجل الكرامة وعزة النفس ، وليس من أجل متاع الغرور ، ولهذا لا يرضون بالتخاذل ، ولا بأن تنطبق عليهم اليوم "كرايت مندريش"( أعطيني نذبحك ونملالك جلدك من أذهب )
بقلم : محمد حسنة الطالب

إرسال تعليق

0 تعليقات