بقلم : لحسن بولسان
لا يعدو التصريح الصاخب لوزير الخارجية الاسباني و المرافق له من ضجيج من هنا أو هناك سوى نفخاً في قربة مثقوبة، ولم يكن بريئاً في دوافعه.. وحتى إن تصورنا جدلا أن هناك معلومات إستخبارية دقيقة دفعت باتجاه هذا التصريح ، فلا أظن أنه من العرف الدبلوماسي أن يطلق العنان لهكذا تصريحات دون حتى التنسيق مع البلد المستضيف للاجئين الصحراويين . تفنيد الجزائر رسميا لموقف نسب لها هو دليل على حالة إرتباك مس الثلاثي : مدريد، باريس والرباط وهو في واقع الأمر نهج دعائي درج عليه هذا الثلاثي و سنسمعه عشرات المرات في مواجهتنا المفتوحة مع الاحتلال وأعوانه ، هي تصريحات مجرد قناع يخفي خلفه نوايا و أجندات لا يجهلها الصحراويون كما الجزائريون.
أما نحن الصحراويون المطالبون دوما باليقظة والحيطة و الحذر حتى إفشال مكائد الأعداء ونؤكد لهم ان شعبنا بمخيمات العزة والكرامة، سيبقى عنوان المقاومة والإصرار والعزم ، وسيفشل بوعيه وحسه الأمني كل من تخول له نفسه التشويش على استقراره. نعلم أن عقدة الإحتلال وأعوانه هو هذا الصمود الأسطوري لأهالينا بمخيمات النخوة ؛ ويدرك أعداء شعبنا أنه من دون زعزعة هذه المخيمات ، لن يصلوا إلى مبتغاهم وهدفهم المأمول بالتأثير على قناعة و نفسية كل صامد وصامدة، وعزلهم عن العالم. فبالمخيمات يصوغ اللاجئون الصحراويون بيان الصمود بكلمات تتجاوز الكبرياء ورسائل مكتوبة بحبر الدماء والدموع والتضحيات ،تفسد لغة بيان الأعداء ومحتواه وستبقى مخيمات العزة والشموخ قلعة صمود أمن، كما الأراضي المحررة التي تتأهب لاحتضان أشغال المؤتمر الخامس عشر؛ الأراضي المحررة التي تحميها عيون لا تنام؛ فتحية تقدير واجلال لمقاتلي جيش التحرير الشعبي الصحراوي ولشعبنا بمخيمات العزة والكرامة الذي كان ومازال المضياف والكريم والمخلص والوفي ، والقادر على سحق ودعس وفعس ومحق كل من تخول له نفسه المس بأمنه و سلامة ضيوفه. فيا شعبنا الآبي، اليوم دماء شهدائنا تستصرخ عزيمتنا وغيرتنا ؛فالوحدة و اليقظةَ لإفشال دسائس الأعداء ، فلا تأثير لأي قوة ، ما دام الإصرار والعزم يسكن مهجة القلب وجذورها تلتف بيننا جميعا، لتصنع الأسلاك الشائكة التي تحيط بحدود مخيمات العزة والكرامة وأراضينا المحررة لتحرسها من أي خطر يهددها ،وستبقى مخيماتنا و أراضينا المحررة حصنا منيعا ، فأدخلوها أمنين
0 تعليقات