اشترك في النشرة البريدية

مفهوم الأدب الرقمي- نوال خماسي

شهدت السّاحة الأدبية حِراكا ثقافيا نوعيا،يتخذ وجهة جديدة من خلال محاكاة تجارب جديدة في الكتابة الحديثة تسمى بالكتابة الرقمية.فظهور الوسائط والأدوات الجديدة
،اتصاليا ومعرفيا طرحت نفسها بقوة لقيادة موجة من التغيير في بنية الذّهنية الكتابية ،المنجز الإبداعي والزخم الثقافي،ولكن هذه الموجة التجديدية مازالت في إطار التنظير،حتى أنه لا يوجد إلا تجارب نقدية محدودة تناولت الظاهرة بالدراسة والنقد.
منذ حوالي عشرون عاما ظهر في الساحة الأدبية إنتاج أدبي جديد يقرأ على شاشة الكمبيوتر، و من خصائصه أنه يقوم بدمج الوسائط الإلكترونية المتعددة، نصية و صوتية و صورية و حركية في الكتابة و النشر، في فضاء يسمح للقارئ بالتحكم فيه .
و قد سمي هذا الإنتاج الأدبي بالأدب الإلكتروني أو بالأدب الرقمي كما ينعت أيضا بالأدب التفاعلي.
إن محاولة تحديد مفهوم للأدب الإلكتروني تجعلنا نناقش مختلف المفاهيم التي تقدم لضبط مصطلح هذا النوع الجديد من الأدب و في الوقت نفسه نتساءل عن المميزات التي جعلت من هذا الأدب يختلف عن الأدب التقليدي الورقي المطبوع، لدرجة جعلته يصنف بالنوع أو الجنس الجديد، فكيف يا ترى يتجلى هذا الأدب؟ و قبل ذلك تجدر بنا الإشارة إلى أن الاختلاف في المفاهيم يعود إلى اللبس الذي يشوبها بعض الشيء و ذلك راجع إلى كون المصطلح ما يزال رجوحا غير مؤطر تماما إذ أنه مازال في طوره البكر تتجاذبه الرؤى و الآراء على حد سواء في التجربة العربية أو في التجربتين الأمريكية و الأوروبية، و من ثمة تعددت مسمياته التي نجدها كالآتي: (إلكتروني، رقمي، تفاعلي، مترابط، معلوماتي، تشعبي، افتراضي)، ففي أمريكا يتم استعمال مصطلح النص المترابط hypertext و في أوروبا يتم توظيف مصطلحي الرقمي numérique و التفاعلي interactif، أما في الفرنسية ابتدئ باستعمال مصطلح الأدب المعلوماتي (littérature informatique) باعتباره الجامع لمختلف الممارسات التي تحققت من خلال علاقة الأدب بالحاسوب و المعلوميات و عليه فقد تم عقد مؤتمر بباريس سنة 1994 تحت عنوان ” الأدب و المعلوميات” لدراسة هذه العلاقة و محاولة التنظير لها ليظهر فيما بعد و بالضبط سنة 2006 مصطلح جديد نجده في مجلة formule الفرنسية في عددها العاشر محورا خاصا عن الأدب و المعلوميات بعنوان ” الأدب الرقمي” littérature numérique “، و بين هذين المصطلحين المعلوماتي و الرقمي نجد مصطلحات سبق و أن أشرنا إليها قد استعملت للدلالة على هذا النوع الجديد من الأدب و في الحقيقة إن في تسمية كل مصطلح من هذه المصطلحات تشديدا على مظهر من مظاهر هذا الأدب أو على سمة توجه المصطلح و تحدده، فالأدب الإلكتروني (littérature éléctronique) يركز على شكل النص الإلكتروني الجديد و تكنولوجيا المعلومات من اشتغال الوحدة المركزية و مجمل العتاد المصاحب ذي التقنية المعلوماتية و إلى أسلوب النشر الإلكتروني على اعتبار أنه يقدم عبر الوسيط الإلكتروني – الحاسوب- أما مصطلح الأدب الرقمي (littérature numérique) و الذي يستعمل في المدرستين الفرنسية و الإنجليزية، و وصفه بالرقمي يعود إلى أن الرقمية هي الطريقة الجديدة في عرض الأدب من خلال النظام الرقمي الثنائي (0/1) و الذي يقوم عليه جهاز الحاسوب ، أما المترابط: hypertext يركز على تقنية الترابط التي تنظم النص الأدبي بناء على ما تقدمه المعلوميات من روابط يجمع بينها متيحا بذلك للمستعمل أو المتلقي الانتقال من نص إلى آخر حسب حاجته.
أما الأدب التفاعلي (littérature interactive) فيركز هذا المصطلح على خاصية التفاعل و التبادل المتعلق بنظام إلكتروني، اتصالي متبادل بحيث يكون الجواب فيه مباشرا و متواصلا من خلال الحاسوب ، الذي يحقق التفاعل في أقصى درجاته و مستوياته بين النص و علاماته بعضها ببعض (اللغة، الصورة، الصوت، الحركة – سواء أكانت متصلة أو منفصلة- و بين العلامات بعضها ببعض (لكونها مترابطة) و بين المرسل و المتلقي أين يصبح المتلقي للنص الرقمي التفاعلي و الذي يحتل مكانة تعادل مكانة المبدع منتجا بالمعنى التام للكلمة و منه يتعدد المبدع و يصبح الإبداع جماعيا، و فيما يخص مصطلح الأدب الافتراضي « littérature virtuelle » فهو يركز على الطابع الافتراضي للأدب من خلال استخدام تقنيات شاشات العرض التي تزود النصوص بالمشاهد المناسبة و الأصوات و الجرافيكس و الفلاشات التي تعطي للنص الأدبي الرقمي بعدا يجعل المتلقي يندمج مع النص بشكل كبير و بالتالي تكون عامل جذب نحو النص

كما شاع استعمال ” الأدب المعلوماتي” الذي يحيل على كل المعارف المتصلة بالمعلوميات و هو ما نترجمه عادة بالأدبيات لتعني مجمل العلوم و الآثار المعلوماتية المختلفة ، غير أن الاستخدام النقدي الحالي يتبادل مصطلحي الإلكتروني ، و الرقمي للدلالة على الإبداع الأدبي المبني على تطبيقات تكنولوجية مختلفة تقوم على معطيات النص المترابط، و قد اجتهد النقاد في محاولة ضبط مفهوم هذا الإبداع الأدبي الجديد و المختلف بمعطياته التكنولوجية فكانت اجتهاداتهم كالآتي: عرفته كاترين هيلس في مقالة لها تحت عنوان (الأدب الإلكتروني ما هو؟) نشرت على صفحة الواب سنة 2008، بأن الأدب الإلكتروني هو أحد أنواع الأدب الذي يتألف من أعمال أدبية تنشأ في بيئة رقمية أي عن طريق الحاسبات الشخصية و الإنترنت، و قد اختصر الإلكتروني الكتابة المطبوعة بالكتابة الرقمية و الذي يعني عادة الأدب الذي يقرأه الحاسوب ، كما تعرفه فاطمة البريكي بأنه جنس أدبي جديد ولد في رحم التكنولوجيا، لذلك يوصف بالأدب التكنولوجي أو الأدب الإلكتروني، و يمكن أن نطلق عليه اسم الجنس (التكنو-أدبي)، إذ ما كان له أن يتأتى بعيدا عن التكنولوجيا التي توفر له البرامج المخصصة (software) لكتابته، و في حالة عدم الاستعانة بهذه البرامج فلابد من الاستعانة بالخصائص التي تتيحها كتابة نص إلكتروني قائم على الروابط و الوصلات على أقل تقدير، و بهذا يسهل فهم وصف هذا الجنس بـ (الأدبية و الإلكترونية) معا، فهو أدبي من جهة لأنه في الأصل إما أن يكون شعرا، أو مسرحية أو قصة أو رواية، و إلكتروني من جهة أخرى لأنه لهذا الفن الأدبي أيا كان نوعه أن يتأتى لمتلقيه في صيغته الورقية، و لابد له من الظهور في الصيغة الإلكترونية، و يعتمد هذا الجنس الأدبي الجديد في ظهوره إلى حيز الوجود على استخدام خصائص النص الجديد، أقصد النص الذي يطل علينا عبر شاشة الحاسوب، و هو ما اصطلح عليه باسم (النص المتفرع – hypertext ) و لابد من تأكيد أن النسق الحامل لهذا الحس الأدبي الإلكتروني الجديد هو النسق الإيجابي .
و يمكن تبسيط تعريف فاطمة البريكي بأنه جنس أدبي جديد يجمع بين الأدبية و الإلكترونية، يوظف تقنية النص المتفرع و يأتي عبر الوسيط – الحاسوب-.
بينما يعرفه الناقد الرقمي السيد نجم، على أنه ذلك المنتج الإلكتروني لمبدع ما في سعيه لإنتاج نص رقمي على الشاشة الزرقاء مستعينا بمفهوم جنس أدبي ما (شعر، رواية، قصة، مسرحية) متوسلا بالتقنية الرقمية و منجزاتها التي أحالت الكاتب إلى ضرورة تعلم فنون تركيب و تحريك الصورة و الصوت و فن الجرافيك و الأنيميش، أحالته إلى التعرف على قدرات الإخراج الفني الدرامي .
و لسعيد يقطين رأي آخر في تعريف هذا النوع الجديد، فهو يرى بأنه جزء من الإبداع التفاعلي و يعرفه بأنه مجموع الإبداعات و الأدب من أبرزها التي تولدت مع توظيف الحاسوب، و لم تكن موجودة قبل ذلك أو تطورت من أشكال قديمة، و لكنها اتخذت مع الحاسوب صورا جديدة في الإنتاج و التلقي .
بينما تشير الناقدة المغربية زهور كرام بأن مفاهيمه لا تزال ملتبسة بعض الشيء لكونها حديثة العهد، سواء في التجربة العربية أو في التجربة الغربية الرائدة – و لا تحتاج إلى تأملات نقدية تدعم وضوحها الذي لا يعني بالضرورة ضبط المفاهيم بشكل قاطع و تعرفه بأنه حالة تطويرية لمسار الأدب في علاقته بالوسيط التكنولوجي الذي يغير من طبيعة النص الأدبي اللغوية و نظامه و كذا في مفاهيمه المتعلقة بمنتج النص (المؤلف و كذا لقارئه أو متلقيه و من ثمة يؤسس لشكل أدبي مغاير تبعا لطبيعة اللغة الجديدة و التي تأتي بلغة المعلوميات فيصبح النص رقميا، و يصبح الأدب الرقمي التعبير الرقمي عن تطور النص الأدبي، أو بتعبير آخر هو مفهوم عام تنطوي تحته كل التعبيرات الأدبية التي يتم إنتاجها رقميا، و تبقى المفاهيم الأخرى محددة للحالة النصية الرقمية مثل الترابطي الذي يعتبر مفهوما يعين الحالة الأجناسية لهذا الأدب و التفاعلي باعتباره إجراءا رقميا تتحقق عبره رقمية النص ، هذا و تبقى المفاهيم قابلة للتحول وفق مستجدات تجربة النصوص المنجزة رقميا، هذا و تؤكد الناقدة زهور كرام على أن الأدب الرقمي لا يمكن إنجازه خارج المجال الإلكتروني لأنه يتحقق بواسطة البرامج المعلوماتية و لا يقرأ إلا من خلال شاشة الكمبيوتر و عبر تشغيل البرامج، و لذلك يصعب طبعه باعتباره نصا أي وحدة إبداعية و على هذا الأساس فليس كل ما ينشر على شبكة الإنترنت هو أدبي رقمي لأن الخطأ بمكان أن نعتقد بأن إنجازنا نصا ورقيا ثم تحويله إلكترونيا في الشبكة كفيل من أن يجعله رقميا، و يبدو من خلال هذه التعريفات التي سعت جاهدة لضبط مفهوم هذا النوع الجديد من الأدب، أنها ربطت جميعها بين هذا الأسلوب الإبداعي الجديد و بين التكنولوجيا الرقمية على اعتبار أن الأدب يعرف التحول من السند الورقي إلى السند الإلكتروني بفعل ظهور الثقافة الإلكترونية، و من الملاحظ أيضا أن هذه التعريفات تكون قد حصرت الأدب في علاقته بالوسيط الجديد (الحاسوب) كونه منتوج و أداة إنتاج و فضاء لإنتاج علاقات إنتاجية يتحقق من خلالها النص، هذا الوسيط الذي عرف تطورا في خصائصه مما جعله يلعب دورا مهما في التكريس لهذا النوع من الأدب أو ذيوعه و انتشاره بشكل يسمح له بالتأثير في النسق العام، إضافة أنه استطاع أن يغير في لغته من اللغة المعجمية المألوفة – و التي تعتبر الأساس في تجربة النص الأدبي الكلاسيكي – إلى اللغة المعلوماتية البرمجية التي تعتبر الجوهر في إنجاز النص الرقمي، كما غير في أسلوب نشره لاعتماده على النشر الإلكتروني و على تكنولوجيا المعلومات المعاصرة بكل ما تتيحه من إمكانات الاتصال المتعددة: الصورة، الصوت و الحركة و الكلمة المكتوبة.

كما أجمعت التعريفات أيضا على أن الأدب الإلكتروني أو الرقمي جنس أدبي جديد ذلك لكونه يشكل انزياحا عن السنن الأدبي الذي ألفناه من خلال خصائصه القرائية و الكتابية التي تعبر عن كتابة و قراءة معلوماتية غير خطية.
و على العموم فإن لكل تصور نقدي وجهة نظر ينطلق منها لضبط خصوصية هذا الأدب، فكما لاحظنا أن لكل ناقد رؤيته التي تختلف عن الآخر، فمنه من رأى الخصوصية تكون في الدعامة الرقمية و منه من رآها في الرابط، و منه من رآها في القارئ و التفاعل، و هذا الاختلاف في الحقيقة يعبر عن الوعي النقدي بالظاهرة الأدبية أكثر ما يعبر عن اللبس في تلقي الظاهرة. إن عملية ضبط مصطلح “الأدب الرقمي” للممارسة الإبداعية الأدبية الرقمية تتداخل مع نشاط العملية النقدية و مع إنتاج النص الرقمي.
و على ضوء ما سبق من تعاريف نستطيع أن نجتهد و نضع ملمحا تعريفيا للنص الإلكتروني أو ما يسمى بالرقمي أو التفاعلي مقترحة أن يكون المصطلح الأكثر عمومية و شمولا و الأنسب و الأدق حسب تقديري للتعبير عن هذا الأسلوب الجديد في عرض النص الأدبي هو مصطلح الأدب الرقمي التفاعلي.
فالأدب الرقمي التفاعلي حسب تقديرنا، رؤية جديدة للنص الأدبي و للإنسان و الكون و للأدب بشكل عام أساسها التواصل الإنساني و التفاعل الإبداعي الخلاق، و عماده الربط بين ما هو إنساني و بين ما هو تقني، و هو ناتج عن إفرازات ثورة المعلوماتية الحديثة التي بعثت به إلى الوجود لذلك فهو لا يتحقق إبداعا و تلقيا، إلا من خلال الحاسوب الذي تحقق بدوره نتيجة التطور الحاصل على مستوى التكنولوجيا الجديدة للإعلام و التواصل و اعتبر هذا الوسيط الجديد الذي أدخل اختلافات جذرية على الأدب بما يوفره من تقنيات قائمة على إمكانيات الملتميديا (multi – media) من صورة و صوت و مؤثرات أخرى جعلت من الأدب إنتاجا متشعبا، مقدما ممارسة جديدة هي الآن بصدد تشكيل تاريخها المتميز عن الممارسة القديمة و بذلك يكون قد تشكل أدب جديد يشق طريقه الخاص يؤكد على اختلافه من خلال مميزاته و أنواعه و أشكاله أيضا و كذا مؤلفه و قارئه و لغته التي تأتي بلغة المعلوميات ليؤسس لمفهوم جديد للنص الأدبي الذي أصبح يوسم (بالتكنوأدبي) أو بالأدبي الإلكتروني أو بالرقمي أدبي على اعتبار أنه عندما يختلف الوسيط تختلف الرؤية الإبداعية و تأخذ شكلا مغايرا فنحصل على نص رقمي متفاعل يتحقق من خلال المعادلة التالية: أرضية رقمية و معلوماتية زائد لغة معجمية مألوفة زائد وسائط حديثة متعددة، و لعل أهم مظاهر الأدب الرقمي التفاعلي هو ازدياد درجة التفاعل سواء أكان التفاعل بين علامات النص الداخلية و الخارجية أو بين منتج النص و المتلقي و هنا يكون للتفاعل مظهران، الأول إبداعي و المتمثل في إضافات و تحويرات من شأنها أن تسهم في توليد نص جديد، ” قد يبادر مؤلف مسرحي إلى إنتاج فصل مسرحي و يصطلح أحد المتلقين بإنتاج فصل ثان و يواصل متلق ثالث إنتاج بقية الفصول، و قد يشرع أحد المنتجين للقصة القصيرة في إنتاج بعض أجزائها و يشاركه أحد المتلقين في إنتاج خاتمتها”، فهذا مظهر من مظاهر التفاعل الإبداعي بين منتج الأدب و متلقيه، و أما المظهر الثاني فيتمثل في التفاعل النقدي مع النص الأدبي الذي يتم إنتاجه فيمكن أن ينتج أحدهم قصيدة و يودعها النشر الرقمي فيمكن أن يتفاعل معها المتلقي تفاعلا نقديا فينتج نصا نقديا متعلقا بتلك القصيدة و الملاحظ على المتلقي أنه منح مساحة تعادل مساحة مبدع النص، فأصبحت له القدرة و المساهمة في بناء النص مما جعل النص يحقق التفاعل من خلال حيويته و كذا حرية المتلقي في إنتاج معناه.
و على كل فالأدب الرقمي التفاعلي هو شكل أدبي جديد من أشكال اقتران و تماهي الأدب مع التكنولوجيا وصفة التفاعلية هي الصفة التي تميزه عن النصوص الورقية التي تنسخ إلكترونيا، و لعل تأكيدي و تركيزي على صفة التفاعلية و إلصاقها بالأدب الإلكتروني يعود إلى كونها جوهر النص الأدبي الرقمي الذي لا يتحقق إلا بوجود ميزة التفاعل على حسب تعريف فاطمة البريكي للأدب التفاعلي، إلا أنها تعترف بأن هذه الصفة كانت موجودة بالإدراك و لم ينص عليها أو تصبح صفة ملازمة للنص الأدبي إلا بانتقاله من طوره الورقي التقليدي إلى طوره الإلكتروني الجديد و من هنا جاء تركيزي على صفة التفاعلية فلم أجد بدا إلا أن ألصقها بالأدب الإلكتروني أو لنقل النص الإلكتروني، و هذا لا يعني أنني أنفي هذه الصفة عن الأدب الكلاسيكي، فالتفاعلية – كما أسلفت- صفة ملازمة للأدب منذ نشأته، ” فقد كانت خلال مرحلة الثقافة الشفاهية أكثر نشاطا و أثرا، فتعدد الروايات في النصوص التراثية يعد أكبر دليل على ذلك و مع الانتقال إلى المرحلة الكتابية تبدل الوسيط، و ساهم الورق في الحد من هذه الظاهرة حيث أصبح النص المكتوب مرجعية تتراجع أمامها النصوص الأخرى و بظهور الحاسوب و الإنترنت عادت التفاعلية لتتجلى بشدة مع توفر وسيط مناسب وفر لها إمكانيات ضخمة و مذهلة زادت من أهميتها الاتصال بالإنترنت” .
لذلك فالنص الرقمي أو الإلكتروني هو نص تفاعلي بجدارة و امتياز و بهذا يصبح للأدب الرقمي مصطلحا شاملا، ذلك أن الأدب سواء في طوره الشفاهي و الطور الورقي كان تفاعليا و مازال كذلك في الطور الرقمي بل زادت هذه الصفة من خلال الحاسوب و الإنترنت اللذين عززا وجوده و تعدد أشكاله و فاعليته و تفاعله.


إرسال تعليق

0 تعليقات