معلوم ان الجهبة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء و وادي الذهب هي رائدة كفاحنا التي اخذت على كاهلها مهمة قيادة الشعب الصحراوي نحو التحرير من براثن الاستعمار و الانعتاق من المخلفات البالية التي رافقته، قيادته الى استكمال السيادة الوطنية و بناء دولة صحراوية على كامل وطنه، وليس ذلك بخبر و لا بامر خفي على احد، لانه بارز في تسميتها و اهدافها منذ نشأتها، وتعزز ذلك ممارستها اليومية، الامر الذي يتضح منه انها هي المحرك الرئيسي لكل شؤون هذا الشعب المقدام على مدى حرب التحرير الوطني، بما يعني ان عملية توجيد الظروف الذاتية وترقب الظروف الموضوعية المناسبة لبناء الدولة الصحراوية، تدخل ضمن المهام التاريخية للحركة و ليس العكس، يعني ان بناء دولة صحراوية تتسع لجميع الصحراويين وتحقق آمالهم هدف سامي لها، لا تثنيها عنه صعاب و لا نكبات، بل و هو مبرر وجودها في حد ذاتها.
ان اعلان الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية التاريخي في يوم 1976/02/27 كان مكسبا ثمينا لا تضاهيه مكاسب، مكسب هيأت الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء و وادي الذهب لتحقيقه مسبقا و اوجدت الظروف الذاتية وإغتنمت اللحظة المناسبة في الظروف الموضوعية و الفرصة التاريخية لاعلانها فيه، تهيأة بدءت بلجان أنشأتها لضرورات ميدانية اولية في اطارها، مرورا بتأسيس الادارة الوطنية 1975/11 و تأسيس المجلس الوطني في نفس الفترة، إضافة الى تفردها المستحق بتمثيل الشعب، شكلت ظروفا ذاتية لاوجود الدولة الصحراوية، أما الظروف الموضوعية فقد توفرت بانتصار الشعب الصحراوي بقيادتها ميدانيا على الاستعمار الاسباني تو إنسحابه الفوضوي و اللامسؤول من بلادنا، حيث كان الاستغلال النير للفراغ الذي تركته ألإدارة الاستعمارية، فلم يكن يناسب ملئه شرعا سوى بإدارة وطنية تتوج كفاح شعبنا طيلة 90 سنة من المقاومة الباسلة للاستعمار البغيض، ادارة وطنية تحتضن مكاسبه و تجسد وجوده الحضاري بين الامم، الامر الذي مكن هذه الحركة الشعبية الوطنية حين اعلنت الدولة في خضم النضال و الكفاح المرير من أدوات فعالة جديدة لمضاعفة الانتصارات و المكاسب الميدانية على كل الواجهات و امدها ببعد وطني، جهوي، قاري، و دولي لا مزاحم لها فيه، و من هنا نستنتج ان الدولة ولدت حية ترزق من رحم الحركة وترعرعت في حضانتها و تبقى تتمتع بتلك الحضانة و الرعاية حتى تبلغ أشدها، غير ان الدولة بمفهوها السيادي المكتمل الذي تبلغ به أشدها، يتطلب وجود الارض و الشعب السيد الذي يمارس السلطة عيها، و ما دامت تلك المقومات مقلولة تبقى الدولة هي الاخرى منقوصة و "الطير المقلول...."، فعلى من اوجدها التعويض عن ذلك بالقوى اوجدها بها، لتبقى بذلك مشروعا تعمل الحركة على استكماله عهدا مقطوعا على عواتق مناضليها وامانة في اعناقهم، اما التغني بوجوده اعتمادا على حتمية ذلك الوجود فقط، لا يتعدى كونه غرور لا يليق بنا كمناضلين في تنظيم اقسم على نفسه التضحية بكل شيئ من اجل اغلى شيئ الا و هو الاستقلال الوطني وبناء الدولة واستكمال السيادة الوطنية.
اذن فمسألة الاخذ و الرد في اسبقية الدولة او الحركة، هو امر قد حسم مسبقا منذ النشأة، لان الدولة مشروع تتكفل الحركة بتحقيقه و استكماله و هي ماضية في ذلك، و هي وحدها القادرة عليه، و الدولة قبل ان تستكمل مقوماتها و تلتحم مكوناتها، تبقى الحركة هي التي ترعاها و تعوض نقصها المادي بقوتها المعنوية وتمدها بالطاقة الدائمة حتى تكتمل مقوماتها في كنفها، و في نفس الوقت تعتبر الدولة أدوات تنفيذية و عملياتية ميدانية في يد الحركة، واي تخمين عدى ذلك ما هو إلا نسيج من خيال و الحقائق لا تعوض بالخيال و إنما بالعزيمة والتصميم و التسابق للتضحية و الوفاء بالعهد تذل كل الصعاب و تحقق الآمال، و بذلك سننتصر بحول اللّٰه وقوته.
2019/10/20
محمد فاضل محمد اسماعيل obrero
0 تعليقات