التغيرات المناخية: مظاهرات عبر العالم وقادة الدول مطالبين بخطط جريئة في قمة الأمم المتحدة

واج/ حسبا لقمة العمل المناخي 2019 وضمن أسبوع التحرك العالمي من أجل المناخ المستمر حتى 27 من سبتمبر الجاري، تظاهر عشرات الآلاف في مدن مختلفة بآسيا وأوروبا وافريقيا أمس الجمعة، لمطالبة زعماء العالم المرتقب اجتماعهم الاثنين في قمة الأمم المتحدة حول المناخ باتخاذ إجراءات عاجلة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.

وتعقد الأمم المتحدة الاثنين القادم بدعوة من أمينها العام انطونيو غوتيريس، مؤتمر قمة بشأن الإجراءات المتعلقة بالمناخ مع خطط ملموسة وواقعية لتسريع الإجراءات لتنفيذ اتفاقية باريس. وتركز القمة على أساس المشكلة أولا وهي القطاعات التي تسبب أكبر قدر من الانبعاثات والمجالات التي يمكن لتعزيز القدرات فيها إحداث فرق هائل، بالإضافة إلى إتاحة الفرصة للقادة والشركاء لإبراز الإجراءات المناخية الحقيقية واستعراض طموحاتهم.

وعشية القمة القى الأمين العام للأمم المتحدة كلمة، تحدث فيها عن الترابط بين المناخ والسلام في العالم وحذر من ان هذا الاخير يواجه اليوم خطرا جديدا هو حالة الطوارئ المناخية التي تهدد الأمن وسبل العيش والأرواح.

وأوضح المسؤول الاممي في كلمة ألقاها أمس بمقر الأمم المتحدة خلال الاحتفال باليوم الدولي للسلام، أن السلام هو الهدف الذي يوحد الأمم المتحدة، مؤكدا أن السلام أكثر بكثير من مجرد عالم خال من الحروب.

وتهدف قمة الاثنين إلى بلورة حلول طموحة في ست مجالات، تهم الانتقال العالمي نحو الطاقات المتجددة، والبنى التحتية والمدن المستدامة، والزراعة المستدامة، وإدارة الغابات والمحيطات، والتكيف مع تأثيرات المناخ، ومواءمة التمويلات العمومية والخاصة مع اقتصاد خال من الانبعاثات الصافية.

وتأتي قمة نيويورك، التي سيحضرها أيضا قادة المال والأعمال والمجتمع المدني من جميع أنحاء العالم، قبل سنة واحدة تحديدا من شروع الحكومات في تعزيز الالتزامات الوطنية في مجال مكافحة التغيرات المناخية، وفقا لاتفاق باريس.

== تعبئة لانتزاع حلول جريئة وتفادي الكارثة ==

وعلى بعد ثلاثة أيام من انعقاد قمة العمل المناخي 2019 عاشت مدن عدة عبر العالم مظاهرات حاشدة تطالب بضرورة التعجيل باتخاذ اجراءات وحماية المناخ .

تجدر الاشارة هنا الى أن الحكومة الألمانية وافقت امس الجمعة على اتخاذ "إجراءات ملموسة" لتحقيق أهدافها المناخية الموضوعة لعام 2030 تضم نظام تسعير لانبعاثات ثاني أكسيد الكربون في قطاعي النقل والتدفئ.

وحسب الوثيقة الرسمية للقرار، من المقرر إطلاق نظام التسعير في 2021، حيث سيكون 10 يوروهات (11 دولارا أمريكيا) لكل طن من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون.

وبحلول 2025، سيزيد السعر تدريجيا ليصل إلى 35 يورو.

وذكرت تقارير محلية ان الحكومة ستطرح أيضا سلسلة من الإعفاءات والحوافز لحماية المناخ مثل خفض تكلفة السفر عبر السكك الحديد وزيادة تكلفة السفر جوا.

ومن أجل المطالبة بحماية المناخ، خرجت عبر حوالي 720 بلدية بالنمسا مسيرات حاشدة مع انطلاق أسبوع المناخ الدولي (من 20 إلى 27 سبتمبر ) تخللتها مبادرات لجمع القمامة وتنظيف الشوارع والساحات الكبرى. وقد شارك تلاميذ المدارس عبر مناطق البلاد في هذه المسيرات حاملين شعارات تندد ب"تدمير البيئة" وتدعو إلى التدخل السياسي العاجل "رأفة بكوكب الأرض".

وتندرج هذه المسيرات في إطار يوم الإضراب العالمي من أجل المناخ الذي دعت إليه حركة "أيام الجمعة من أجل المستقبل" والمنظم بأزيد من مائة دولة عبر العالم.

كما خرجت مظاهرات في جزر المحيط الهادي، وهي بعض من الدول الأكثر تعرضا للخطر بسبب ارتفاع منسوب مياه البحار، وايضا أستراليا حيث خرجت مظاهرات حاشدة في أجزاء مختلفة من البلاد مثل ملبورن وسيدني.

أيضا شهدت مدن في الصين والهند وجنوب افريقيا وألمانيا وفرنسا وسويسرا ودول عربية ، مظاهرات هدفها رفع الوعي بتغير المناخ والمطالبة بالقيام بعمل سياسي للحد من العوامل التي تساهم في الظاهرة.

وتمثل الحركة الاحتجاجية مزيدا من الضغط على الحكومات والشركات للتحرك، ضد الاحتباس الحراري الذي تسببه انبعاثات الغازات الناتجة عن احتراق الوقود الأحفوري وأدى إلى موجات الجفاف والحرارة الشديدة وذوبان الأنهار الجليدية وارتفاع منسوب مياه البحار والفيضانات.

وذكرت تقارير انه سيتم الإعلان عن العديد من المبادرات اعتبارا من اليوم السبت خلال قمة المناخ للشباب والتي سيتم عرض نتائجها غدا الأحد على الأمين العام الاممي. كما سيعلن عن مبادرات في نفس الاطار على مدى أسبوع المناقشة العامة للجمعية العامة.