
كتب سمير الوافي - لم نتعود في تونس على ضباط كبار في الجيش حتى المتقاعدين منهم ، يطالبون علنا بتدخل عسكري ينسف كل نتائج الانتخابات...ويسحب البساط من السياسيين...ويفرض حكما جديدا تحت وصاية الجيش...هذا خطاب جديد يخالف عقيدة جيشنا وقيمه وتقاليده وتاريخه...وقد عبر عنه الأميرال كمال العكروت في كتابات متتالية...يدعو فيها صراحة إلى الإنقلاب على الانتقال الديمقراطي وإنهائه...ويقترح سيناريو جاهز لتسليم السلطة إلى الجيش...بحجة العجز السياسي والخطر المحدق بالبلاد...!!!
خطاب لا سابق له يبدو في ظاهره مسايرا لمزاج الرأي العام...الذي دفعه الإحباط إلى إستسهال حكم الجيش...وبعضه يدعو الى ذلك عن جهل وعن يأس وعن خوف من المجهول السياسي...!!
لكن هل الأميرال العكروت يتكلم الآن بالذات من تلقاء نفسه !؟...هل هو موقفه الشخصي !؟...هل خرج عن واجب التحفظ الذي يلتزم به العسكريون خوفا على البلاد فقط !؟؟...
أنا لا أخاف من جيش بلادي...الذي عقيدته الوطنية راسخة وتفصل بين العسكري والسياسي...وتحمي الشرعية...وتتجنب أي توريط للجيش في السلطة السياسية...ولا أتصور أن أي تدخل عسكري قد يفرضه الواقع المتدهور...سيمس من الديموقراطية التي كان ثمنها غال...ثقتي في الجيش لا تتزحزح مهما تعددت المهاترات والمغامرات...ومهما تكرر هذيان المغامرين...!!!

0 تعليقات