اشترك في النشرة البريدية

دار الشعر بتطوان تنظم ندوة عن الشاعر وجمهوره في زمن كورونا

تنظم دار الشعر بتطوان ندوة فكرية عن "الشاعر وجمهوره: نحو مقامات جديدة لتداول القصيدة"، بمشاركة الكاتب والجامعي حسن بحراوي والبلاغي والأكاديمي الحسين بنوهاشم والشاعرة إيمان الخطابي. بينما تقام هذه الندوة عن بعد، بجمهور افتراضي، وتبث يوم الثلاثاء 28 يوليوز الجاري، على منصات وقنوات التواصل الاجتماعي.
ترد هذه الندوة في سياق جائحة كورونا، وارتباطا بتداعياتها وآثارها على المشهد الثقافي والفني، وانعكاساتها على الاجتماع الثقافي بشكل عام. ما دامت الجائحة قد صادرت التظاهرات الثقافية والمشهدية والفكرية، ومنعت اللقاء المباشر بين الجماهير والمبدعين والمثقفين في فضاءات الفرجة والأمسية والندوة والعروض الفنية والفكرية سواء بسواء.   
 فهل انتهى عصر الجماهير؟ وهل صرنا أمام جمهور افتراضي، ونفسي، أكثر منه جمهورا اجتماعيا وواقعيا؟ وهل فرغ الفضاء العمومي من محتواه، بغياب الشاعر وجمهوره، والمثقف ومتلقي معارفه، والفنان ومستقبل أعماله؟...
مقابل ذلك، ما الذي تقترحه علينا المقاربات النقدية والبلاغية في أفق بناء نظرية جديدة لإنتاج الآداب والمعارف والفنون وتداولها؟ وماذا عن الفضاء الرقمي، بوصفه مجالا افتراضيا للممارسة الثقافية والإبداعية؟ هل ينتهي بنا المطاف نحو بناء ثقافة افتراضية لا جماهيرية، يشتغل فيها الكاتب والمبدع والمفكر بمعزل عن العالمين؟
الأصل في الشاعر أن يلقي قصيدته أمام جمهور، في فضاء عمومي أو سوق شعرية مشتركة، أو من على ركح يواجه فيه الشاعر المسرحي جمهورا حقيقيا. حدث ذلك منذ اعتلى الشاعر خشبة المسرح الإغريقي وقبله، وفي أسواق الشعر العربي وحضرته، وفي حلقات الشعر المغربي، حيث ترددت قصائد الملحون وسواها من التعبيرات الشعرية الشعبية...، وصولا إلى الأمسيات والمهرجانات والعروض الشعرية الأدائية المعاصرة...
فكيف للشعر أن يفتقد هذه الطقوس والاحتفاليات، حين نتحدث اليوم عن إنتاج خطابات وبثها "عن بعد"، ودونما جمهور؟ كيف يمكن لبلاغة الشعر أن تتخلى عن بلاغة المقام وفن الأداء لصالح قراءة عن بعد وثقافة عن بعد وتواصل بعد لأي ونأي؟ بأية صيغ سيتم تداول الشعر والآداب والفنون مستقبلا؟ وبأية حال سيعود الشعر إلى عالمنا؟ وحينها، ألن تؤثر المستجدات الطارئة والاشتراطات الراهنة على شكل الخطاب الشعري وغيره، وعلى شروط إنتاجه وتلقيه، وعلى صورة الكتابة والقراءة معا؟
للإجابة على هذه الأسئلة، يسر دار الشعر بتطوان أن تستدعي مثقفا موسوعيا وباحثا مرموقا هو الروائي والشاعر حسن بحراوي، إلى جانب شاعرة متألقة ومتفوقة هي المبدعة إيمان الخطابي.
ثم ماذا عن الخطابات التفاعلية وأشكال القراءة المتعددة التي يتيحها الإبحار في وسائط التواصل الجديدة. وهي الوسائط التي منحت النصوص الأدبية والشعرية شكلا جديدا، وقواما مغايرا، من خلال مسميات "الشعر المترابط" و"الشعر الرقمي" و"الشعر المتحرك"... وغير ذلك من ضيغ القول الشعري الجديدة، من حيث تفاعلها مع القارئ، وتفاعل القارئ مع الجهاز الإلكتروني باعتباره سندا لهذا النص الشعري الجديد، وبما هو أداة للقراءة أيضا.
هكذا، تدعونا هذه الندوة إلى الانفتاح على البلاغة بمفهومها العام. لذلك، زيادة على الأسئلة السابقة المتعلقة بالشعرية وجمهور الشعر، نود أن نوسع النقاش ليتسع للخَطابية أو بلاغة الخطابة وجمهور الخطيب. فمن المعروف أن الخطيب إنما يوجِّه خطابه إلى متلقٍّ أو أكثر بهدف إقناعه... فهل يمكن الحديث هنا عن "جمهور"، وهو لفظ عام قد ينطبق على جمهور في مسرح أو في قاعة أو ساحة عمومية أو مجلس خاص...؟ وما تصور بلاغة الحجاج للجمهور؟ وما المفهوم والمصطلح اللذان تتداولهما بلاغة الحجاج لتحديد المتلقي الذي يتوجه إليه الخطيب؟ ثم ما الإشكالات التي يمكن أن يطرحها البعد الافتراضي للجمهور على هذا المفهوم والمصطلح؟ ذلك ما سيقوم الأستاذ الحسين بنوهاشم بمناقشته، وهو يقود الرعيل الجديد من البلاغيين المغاربة المعاصرين. بينما يتكفل الأستاذ حسن بحراوي بتناول الأسئلة المتعلقة بالشعر وجمهوره والقصيدة المغربية وتلقيها، لتختم الشاعرة إيمان الخطابي بتقديم شهادة في هذا الموضوع الإشكالي والجمالي. 

إرسال تعليق

0 تعليقات