(وكالة الصحافة الفرنسية/ أ ف ب) - طلب من نحو أربعة ملايين شخص يعيشون في برشلونة "البقاء في المنزل" في محاولة لوقف انتشار وباء كوفيد-19 في حين يستأنف قادة الاتحاد الأوروبي محادثاتهم السبت بهدف التوصل إلى حل وسطي بشأن خطة الإنعاش الاقتصادي التي ترفضها بعض الدول.
كذلك، يعقد وزراء مالية مجموعة العشرين ومحافظو المصارف المركزية محادثات السبت لمحاولة تحفيز الاقتصاد العالمي في ظل الركود الناجم عن فيروس كورونا المستجد، وسط تزايد الدعوات لتخفيف عبء الديون على البلدان الفقيرة.
ويواصل وباء كوفيد-19 الذي قتل حتى الآن ما لا يقل عن 590 ألف شخص حول العالم، انتشاره أو استأنف تفشيه في العديد من البلدان خصوصا في القارة العجوز حيث اتخذت العديد من الدول تدابير مشددة في محاولة لتجنب موجة ثانية.
وعبر المحيط الأطلسي، لليوم الثالث على التوالي، سجلت الولايات المتحدة حصيلة يومية قياسية من حيثعدد الإصابات بلغت أكثر من 77600.
وفي اسبانيا، واحدة من الدول الأكثر تضررا جراء الوباء مع تسجيلها اكثر من 28 ألف وفاة، دعي نحو أربعة ملايين شخص في برشلونة الجمعة إلى "التزام المنازل".
وأعلنت الحكومة المحلية إغلاق صالات السينما والمسارح والملاهي الليلية، ومنعت ايضا زيارة دور رعاية المسنين والتجمعات لأكثر من عشرة أشخاص. وسيتعيّن على المطاعم خفض قدرتها الاستيعابية بنسبة 50 في المئة.
وتراقب السلطات الاسبانية منذ عدة ايام أكثر من 120 بؤرة وبائية نشطة، خاصة في كاتالونيا (شمال-شرق).
-"إنقاذ القمة"-
يجتمع قادة الاتّحاد الأوروبي مجدّدا السبت في محاولة لإنقاذ خطّة إنعاش اقتصادي ضخمة لمرحلة ما بعد أزمة فيروس كورونا المستجدّ، إثر اصطدام المحادثات في يومها الأوّل الجمعة بعدم مرونة من جانب الدول المؤيدة للتقشف وعلى رأسها هولندا والنمسا.
وذكر مصدر أوروبي أنه ينتظر أن يتم تقديم "مقترحات أوروبية" حول الخطة لمحاولة إقناع الدول "المقتصدة" بالمشروع والتقدم باتجاه اتفاق بين الدول ال27.
وفي صلب المحادثات، خطة إنعاش لما بعد كوفيد-19 بقيمة 750 مليون يورو يمولها قرض مشترك، وهي فكرة مستوحاة من اقتراح تقدم به الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل.
وتتألف هذه الخطة من 250 مليون يورو من القروض ومساعدات مالية بقيمة 500 مليار لن يترتب على الدول المستفيدة منها إعادتها. وهي تستند إلى ميزانية طويلة الأمد (2021-2027) للاتحاد الأوروبي بقيمة 1074 مليار يورو.
وتعبر أربع دول توصف ب"المقتصدة" - هولندا والنمسا والدنمارك والسويد - ومعها فنلندا أخيرا، عن تحفظات كبيرة على الاقتراح الذي يفترض أن تستفيد منه أولا إيطاليا واسبانيا أكثر دولتين في الاتحاد تضررتا من انتشار فيروس كورونا المستجد وتعتبران من البلدان الأكثر تساهلا في مجال الميزانية.
وبعد سبع ساعات من المناقشات التي وصفتها مصادر عدة ب"البناءة" الجمعة، التقى رؤساء الدول والحكومات الأوروبيون مساء إلى عشاء شهد توترا في النقاشات بسبب موقف هولندا الذي اعتبر متشددا جدا حول مراقبة الأموال التي يمكن أن توزع.
وقال مصدر دبلوماسي "سنحاول مناقشة الأمور مجددا بطريقة أخرى" السبت.
ويعقد القادة الأوروبيون في بروكسل أول اجتماع لهم وجها لوجه منذ خمسة أشهر بسبب الوباء، مزودين بكمامات إلا أن مجموعة العشرين ستعقد المحادثات افتراضيا.
وقال منظمو الاجتماع في الرياض في بيان إن الوزراء ومحافظي المصارف "سيناقشون الآفاق الاقتصادية العالمية وينسّقون العمل الجماعي من أجل انتعاش اقتصادي عالمي قوي ومستدام".
-شاحنات مبردة-
أصاب فيروس كورونا 14 مليون شخص حول العالم وسجّلت حوالى 600 ألف وفاة وفقا لتقرير مساء الجمعة.
وأظهرت بيانات جونز هوبكنز الجمعة حتى الساعة 20,30 (00,30 ت غ السبت) أن الدولة الأكثر تضرّرا من الوباء في العالم سجّلت خلال 24 ساعة 77638 إصابة جديدة بالوباء ليصل إجمالي الإصابات إلى نحو 3,64 ملايين، إضافة إلى 927 وفاة، ليرتفع بذلك إجمالي عدد الذين حصد الفيروس الفتّاك أرواحهم في هذا البلد إلى 139 ألفا و128 شخصا.
أما الدول الأخرى التي شهدت أكبر عدد من الوفيات هي البرازيل (77851 وفاة) والمملكة المتحدة (45119 وفاة) والمكسيك (37574 وفاة) وإيطاليا (35017 وفاة).
ومنذ نهاية حزيران/يونيو تواجه أقوى دولة في العالم تزايدا متسارعا في أعداد المصابين بالفيروس ولا سيّما في الولايات الواقعة في غرب البلاد وجنوبها.
وفي تكساس وأريزونا، طلبت السلطات المحلية شاحنات مبردة لزيادة القدرة الاستيعابية للمشارح.
وقد حذر صندوق النقد الدولي الجمعة من أن عودة تفشي الوباء تمثل "الخطر الرئيسي" على الاقتصاد الأميركي الذي سجل ركودا تاريخيا بلغت نسبته 37 % في الربع الثاني.
ورغم هذه المعلومات المثيرة للقلق، قال رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون إن هناك احتمالا أن ترفع بلاده وهي الأكثر تضررا في أوروبا، تدابير العزل مضيفا أنه يأمل في "عودة البلاد إلى طبيعتها في أقرب وقت ممكن، في أقرب تقدير في تشرين الثاني/نوفمبر".
وفي الأرجنتين، أعلنت الحكومة الجمعة تخفيف إجراءات الحجر في منطقة العاصمة رغم ارتفاع معدل الإصابات بفيروس كورونا المستجد.
وقال رئيس بلدية بوينس ايرس هوراسيو رودريغيز لاريتا والمحافظ اكسيل كيتشيلوف في مؤتمر صحافي إنه ابتداء من الإثنين سيكون ممكنا استئناف نشاط الصناعات والعمل في المتاجر المحلية والقيام ببعض الأنشطة المهنية فضلا عن ممارسة الرياضة وارتياد دور العبادة.
ويواصل الفيروس أيضا انتشاره في أميركا الوسطى حيث المستشفيات على وشك الانهيار وحيث تتصاعد احتجاجات العاملين في المجال الطبي.
0 تعليقات