اشترك في النشرة البريدية

مُدُنٌ فارغةٌ مِنْ وَطَن ناهدة الحلبي

أَطِلْ في مَخْدَعي زُمَرَ الأَماني هَسيسُ الَّليْلِ يَعبِقُ في سَنايا
أُلاقي الصُّبْحَ بَوَّاحًا بِشَجْوٍ فَتَلْقاني على جَزَعِ المنايا
وما امْتَدَّتْ إِلى خَدِّي شِفاهٌ فَسُكْناهُ الفُؤادُ وَفي الحَشايا
أَنا اللَّهْفى إلى وَطَنٍ وَأُمٍّ كَما الأطْفالُ تَحْلُمُ بِالهَدايا
فَأَسْتَلْقي على أَطْلالِ أَرْضٍ كَأَرْواحٍ تُمَزِّقُها الشَّظايا
تَحامى النَّوْمُ عن جَفْنٍ تَنَدَّى بِتَطْوافِ الأَزاهِرِ في رُبايَ
نَسيجٌ مِنْ خُيوطِ الفَجْر أدْجى كَماءِ الدَّنِّ يُترِعُهُ أسايا
كَهامِ البَدرِ في لَيلٍ كَئيبٍ يَذُرُّ العَتْمَ في حَدَقِ المَرايا
وَبي شَوْقٌ ذَلولٌ كانَ أَخْلى كما تُسْبى حَرائِرُنا حَفايا
كَمسْلوبِ الجَنانِ إليْكَ يَهْفو صَدى حُبٍّ تُرَدِّدهُ البَرايا
ولا أُخْفي هَوًى ولُجَيْنَ دَمْعٍ فَتَعْتادُ القُبورُ على الضَّحايا
وَإنْ كالزِّئْبَقِ الحَرَّاقِ شَوْقي بِهِ يُكْوى الحَنينُ فَذي الحَنايا
وَيُوثِقُني بِنارِ الشَّوْقِ يُذْكي حَشا العُشَّاقِ مِنْ قدِّ الصَّبايا
وَفي صَمْتِ الغِيابِ لنا حُضورٌ وَيُشْهِدُهُ الغَيوثُ عَلى ثَرايا
تُسامِرُني الظُّنونُ بِلَيْلِ صَبٍّ تَبَدَّتْ في سُكونِكَ وَاكْتِوايا
وفي الحَزَنِ المُعَبَّدِ بِالأَماني فَأَيْنَكِ مُنْيَتي مِنْ ذي العَطايا
أُصَلِّي اللَّيلَ عَلِّي بَعْدَ بَيْنٍ يَبيتُ الوَصْلُ في وَسَنِ العَشايا
إذا ما زارَني في الحُلْمِ أبكي كَما يَبْكي المِدادُ على الدَّوايا
هِيَ البَلْواءُ ما أسْرَتْ بِقَلْبي فَثَغْرُ البِكْرِ تُسْقِطُهُ الخَطايا
فَإن مِنْ قُبْلَةٍ ثَمِلَتْ عُروقي فَمِنْ طولِ العِناقِ وَهَتْ يَدايَ

إرسال تعليق

0 تعليقات