لقد تابعت خطابك باهتمام بالغ بمناسبة تخليد الذكرى ٤٤ لاعلان الجمهورية واستوقفني مضمونه المنمق بعبارات رنانة تفيد الغرض الذي من اجله تمت صياغته لكن الحقيقة يا سيدي الرئيس، عكس ذلك المضمون تماما، اين الانجازات التي تتحدث عنها في جميع الميادين منذ وصولنا الى الهدف الذي نحن هنا في اللجوء والشتات نعاني من اجل بلوغه؟ اين نحن من عهد الشهداء، هل نسير على الدرب الذي رسموه بدمائهم الزكية ام نحن لهم خائنون بكل ما تعنى الكلمة من معنى؟ واكتفينا بذكرهم في المناسبات فقط لنستغل قدسيتهم الطاهرة.
عار علينا سيدي الرئيس ان نكون خونة لعهد الشهداء فما معنى لاي خيانة اخرى مهما كان نوعها وساقول لك معنى هذا الكلام، ان انتشار الفساد والمفسدين في كل مؤسسسة او وزارة دون حسيب او رقيب واملاك الدولة يعبث فيها دون ان تحرك ساكنا والامر يزداد سوا حين يتم توزيع المناصب والمسؤوليات بقبلية فاضحة و نتشدق بالوحدة الوطنية.
اليست هذه خيانة والباقي امر لايسع المقام لذكره، ثم ان الانجازات التي تحدثت عنها نختلف حتى على المصطلح لغويا لان ماتعتبره انجازا بالنسبة لنا فشل مادام الهدف بعيد المنال على الاقل في المنظور القريب.
اعتقد يا سيدي الرئيس بانك لاعلاقة لك مع الواقع الذي نعيشه فالانتصارات وهم في حقيقة الامر، مالم تقدمنا نحو الهدف المنشود.
اذن لا داعى لتغطية الشمس بالغربال وعلينا ان نطابق القول بالفعل كفانا سخرية وضحك علينا شعورنا الجمعي اصبح يتقزز من هكذا خطابات لا تتكلم او عمل سيتحدث عنك الاعداء صاغرون فما بالك بالاصدقاء ، ان الوهن بات يعشش فينا ويخنقنا لم يعد المقاتل ولا الطبيب ولا الاستاذ يثق فيما تقولون وعن العامة حدث ولا حرج يا سيدي الرئيس
ان الدولة التي تحدثتم عنها بدون سيادة ستظل منقوصة ولا اثر لها في القانون الدولي وتجاهلتم الحقيقة الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب ودمرتموها باهتمامكم بالدولة التي هي في جوهرها تسويق خارجي لا غير للاسف الشديد عندما تتحدث عن ما يقوم به العدو وتشتكي لارشيف الورق الامم المتحدة وما فعلنا نحن وكم ضيعنا من فرصة وما اكثرها للضغط على الامم المتحدة وبدلا من ان تشتكي على الامم المتحدة بالبكاء من اجل الاستمرار في التتفاوض، ماهذا الضعف يا سيدي الرئيس سيسجل التاريخ بانكم فرطتم في القضية ولم تقدموا لها ما تستحق من مجهودات في عالم لا يرحم الضعيف والضعفاء واذا ما تطرقنا الى واقع المؤسسات والوزارات فالمحسوبية والرشوة وشخصنة الادارة فيروسات اخطر من كرونا لان كرونا يحصد الارواح وفيروساتنا تقضي على ارث شعب مقاوم
وفي الاخير سيدي الرئيس ليس لدينا مانفتخر به مالم نخطوا خطوات فعلية وميدانية من شأنها ان تقربنا من هدفنا المنشود وكل فعل لايتجه في هذا المسار هدر للوقت والجهد وستحاسبك عليه القاعدة يوما ما لان الشعب لن يصبر ساعة اذا ما انتفظ وانت هو المسؤول امامه وامام الله غدا كفانا تقاعسا وصعفا وهوانا وتسيبا فالتاريخ سيتوقف يوما للمحاسبة عاجلا ام اجلا هناك الوطنيين المخلصين الذين نذروا ارواحهم فداءا لهذا المشروع فاعتمد عليهم وخلصنا مما نحن فيه سيدي الرئيس.
مواطن مخلص لمشروعه النضالي
0 تعليقات