منذ زمن ليس بالقريب و المنظومة التعليمية حبلى بالإنشغالات التي أثقلت كاهل منسوبيها و في كل مرة يتألمون و يشتكون حالهم تارة هنا و تارة هناك و تارة أخرى يسرونها في أنفسهم، و خلال هذا الحمل الطويل لم يتركوا بابا إلا و طرقوه و لا وسيلة من الوسائل إلا جربوها و لا طريقة من الطرائق إلا استعملوها لعلهم يجدوا من يخفف عنهم ألام و أوجاع حمل حملوه في بطونهم الفارغة كجيوبهم، فكان المخاض عسيرا و الولادة قيصرية و في الأخير تم إنجاب مولود سميا " إضرابا " فنفرته الوزارة الوصية و احتضنته القواعد التي أنجبته من رحم معاناتها.
إن الإضراب الذي نظمته القواعد الشعبية إن دل على شيء إنما يدل على تفاقم وضع المنظومة التربوية على كل المستويات، فتدهور الوضع إلى درجة النفور الجماعي إنما هي مرحلة خطيرة تتطلب المراجعة و تصحيح المسار فليس من المعقول أن يتفق هذا العدد الكبير على باطل و خوض معركة بهذا الشكل الضخم يبرهن مدى تضرر منسوبي القطاع و نحن نعرف جيدا القواعد الشعبية الطيبة التي ترفض رفضا فكريا و عاطفيا كل ما يمكن أن يعرقل عمل المؤسسات أو يستغل من طرف جهات معادية على الأقل بالشكل الجماعي كما حدث اليوم.
إن المعركة التي خاضها عمال قطاع التعليم بشكل قانوني و مهيكل تنم عن الوعي الكبير الذي أصبحت تمتلكه القواعد مما يستوجب الجدية و المصارحة و القضاء على الإنتهازية و الإنتهازيين و العمل بشكل واضح و موضوعي مع المنتسبين بعيدا عن الإستعلاء و الإستقواء على القواعد التي تشكل حجر الأساس للعملية برمتها.
إن المطالب المطروحة على الطاولة إنما هي مطالب مشروعة بل بسيطة و غير مكلفة إن تم النظر إليها بجدية و كان من الممكن إحتواء الموضوع قبل أن يصل لهذا المستوى الذي يمكن أن يكرس ثقافة لي الذراع و الضرب و الضرب المضاد بين القواعد و الجهات الوصية و التي لن يستفيد منها أحد بل ستضع التنظيم في مواقف تتنافى و الواقع الثوري الذي نعيشه و الذي تفرضه الإمبريالية التوسعية المتعفنة للإحتلال المغربي.
إن عدم التعاطي الإيجابي و السلس مع مثل هذه المواقف سيجعلنا حتما أمام مواجهة حتمية مع المولود المنجب حديثا و ربما يكبر و يشتد عضده فيعصف بمكتسبات شيدت في واقع اللجوء و الويلات بدماء الشهداء و عرق جبين المناضلات و المناضلين.
إن تقاعس الجهات المعنية عن إيجاد حل لمناضليها و مناضلاتها إنما هو فشل ما بعده فشل.
إن استمرار الواقع على ما هو عليه سينتج لا محالة استمرار القواعد في الأساليب الإحتجاجية و هو ما يعني إلزاما المس من النشء الذي هو العداء الذي ينتظر العصا ليواصل الركض نحو الهدف المنشود.
و من هنا ندعو الجهات المعنية للتدخل الفوري و العاجل لتسوية وضع عمال التعليم و من جهة أخرى ندعو القواعد إلى التريث مع مواصلة المطالبة بالحقوق المشروعة في ظل الدستور الوطني للجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية و القوانين الفرعية و تحت تأطير الجهات المخول لها ذلك في إطار الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء و واد الذهب.
#المطالبة بالحقوق رقي و حضارة
#مطالبنا مهنية في إطار الجبهة الشعبية و الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية
#رسائل-المعلم- الكادح
0 تعليقات