يواصل مختبر السرديات بكلية الآداب بنمسيك بالدار البيضاء إصداراته بكتاب جديد يحمل عنوان " المنهج والمعرفة العلمية " والذي تضمن مناقشات علمية لديبلومات
وأطروحات جامعية في قسمين أساسيين: قسم لمناقشات من ذاكرة الجامعة المغربية لأساتذة بصموا البحث العلمي في العلوم الانسانية: أمجد الطرابلسي وأحمد اليبوري وأحمد بوحسن وعبد الله علوي المدغري؛ وقسم ثان لستة أطاريح دكتوراه نوقشت ضمن مختبر السرديات والخطابات الثقافية.مناقشات الأستاذ أمجد الطرابلسي، فقيد الجامعة المعربية، والتي كان قد هيأها للنشر وتتكون من أربع مناقشات لدبلوم الدراسات العليا( إدريس بلمليح- الشاهد البوشيخي- علال الغازي- أحمد أبو زيد) وأربع مناقشات لأطاريح الدكتوراه( عباس رحيلة- الشاهد البوشيخي- محمد الكتاني-أحمد أبوزيد).
أما مناقشات الأستاذ أحمد اليبوري فكانت حول دبلوم الدراسات العليا لكل من عبد الله راجع وبلعباس المشتري.
كما ضم الكتاب قسما ثانيا بتقارير طلبة الدكتوراه الذين ناقشوا أطاريحكم ضمن مختبر السرديات خلال هذا الموسم الجامعي.
ثم ملحق توثيقي بأنشطة المختبر في كل ما يتعلق بتكوين الدكتوراه والماستر.
ومما جاء في تقديم هذا الكتاب بقلم الأستاذ عبد الفتاح الحجمري:
تسمح لنا قراءة هذا الكتاب بالوقوف عند بعض ملامح تطوّر الدراسات الأدبية بالمغرب، ودور البحث الجامعي في التعرف على المناهج النقدية الغربية الحديثة، واختبار أساسياتها على نصوص عربية تكسبُ خطاب النقد آفاقا أخرى من التحليل وتشغيل المفاهيم وفق تصوّرات منهجية للعلوم الإنسانية عامة، تستهدف، في المحصلة، الوصول إلى تمثل معرفي أعمق للظاهرة الأدبية، وهي ظاهرة ثقافية تصلُ الأدب بالتاريخ والفلسفة، وعلم الاجتماع، اعتبارا لكون النص الأدبي معرفة ومادة تعبير وتفكير.
في اقتران بهذا الأفق، انشغلت الدراسة الأدبية في الجامعة بتغيير فهم السؤال المنهجي وتخصيب منظور توظيف المفاهيم وإثرائها بما يناسب طبقات النصوص. وإذا كان فهم السؤال المنهجي لتحليل النص الأدبي قد أبان عن وعي نقدي خصب ومتنوع نظريا وإجرائيا في العديد من الدراسات الجامعية، فإن التساؤل عما قدمته الجامعة المغربية للنقد الأدبي يظل قائما ومبررا. وفي تقدير قابل للمناقشة والإغناء، يبدو أن الجامعة عملت على تضخيم المناهج أكثر مما عملت على تطور أسسها النظرية والفكرية العامة،ومنحتها الاعتبار في المقام الأول أكثر من النصوص الأدبية.
لأجل ذلك، يعتبر هذا الكتاب مهما لأنه يوثق لاجتهادات الدراسة الأدبية بالجامعة المغربية، ويرصد كيفية استفادتها من مختلف النظريات والمناهج النقدية.
لقد أبانت الدراسة الأدبية بالجامعة المغربية في العديد من نماذجها عن منظورات تحليلية خصبة في فهم النصوص والاقتراب من تحليل أشكالها التعبيرية وتجلية أبرز تقنياتها. وهي مدعوة اليوم، أكثر من أي وقت مضى، إلى مواكبة واستثمار النظريات الحديثة تجديدا وتخصيبا لأفق القراءة.
0 تعليقات