اشترك في النشرة البريدية

في مصر هل يغلق نادي القصة أبوابه؟..

تحقيق أمل خليفة يتعرض نادي القصة للإغلاق مع عدم وجود دور واضح لوزارة الثقافة، فهذا المكان العريق أسسه الكاتب الكبير يوسف السباعي وشارك في استمراره
قمم كبيرة مثل نجيب محفوظ، وغيره أخشي أن أغفل أحدا.. ومع ذلك أصبح هذا المكان مهددا بالغلق بسبب عدم وجود ميزانية وتأخر دفع الإيجار وكذلك استغلال ورثة محمد سراج الدين قانون رفع الإيجار القديم في رفع دعوى لزيادة الإيجار إلي ثلاثين ألف  جنيه شهريا.. ولهذا يجب إيجاد حل فوري لهذه الأزمة الثقافية.
أشار الكاتب والقاص دكتور أحمد الخميسي، إلي أن النادي تأسس سنة 53 في مطلع الثورة أي أن عمره يزيد على  70 عاما، ومن الناحية التاريخية  يعد أحد الآثار أو أحد الأبنية التاريخية الخاصة بالثقافة المصرية، قام بتأسيسه يوسف السباعي الذي كان لديه “تفويض” بحرية التحرك والتصرف، ولقد شهد النادي نشاطا ثقافيا كبيرا ومتنوعا.
وأضاف الخميسي: يرجع سبب محاولة صاحب العقار استراد الشقة الكائن بها مقر نادي القصة إلي  فخامتها واتساع مساحتها وضخامة العقار نفسه وفخامته أيضاً وكذلك موقعها الحيوي في شارع قصر العيني، كما أن النادي يدفع إيجار قديم وبالتالي فهم يريدون التخلص من جميع السكان حتي يستطيعوا أن يهدموا العقار لأن إعادة البناء في هذا الموقع سيحقق ثروة طائلة.
علي الجانب الآخر تأخر سداد الإيجار المستحق للمالك أعطاه فرصة لرفع القضية التي طالب فيها برفع الإيجار، وهذه ليست المرة الأولي فلقد تعرض النادي لهذه الأزمة من قبل علماً بأن الإيجار حينها كان حوالي ألف جنيه.
وقامت الكاتبة الدكتورة صفاء النجار بالتبرع بمبلغ 12 ألف جنيه وتبرع آخرون، وهذا العام تبرعت صفاء النجار أيضاً بمبلغ  6 آلاف جنيه، وسبق أن عرضت عليهم المساعدة وكتبنا إلى وزيرة الثقافة، حيث لا يصح  التفريط في نادي القصة، ولكن لا يليق أيضاً أن يقع النادي  كل عام في نفس المأزق المتمثل في الحاجة المالية و يتم عمل مناشدة للتبرع .
وأستطرد الخميسي: سبق واقترحت عليهم استغلال مقر النادي ومساحته الكبيرة في عمل ورش وإقامة معارض إلي جانب نشاطه المألوف، فهذه الورش والمعارض يمكن أن تدر دخلا يساعد في ميزانية النادي. لابد أن يكون هناك درجة من التفكير العملي في أستثمار مقر النادي  كي يغطي مردوده، وفي نهاية المطاف لا يمكن إن يتم التفريط في مكان له تاريخه بغض النظر عن  هل يقوم بدوره أم لا، فنادي القصة قد يكون نشاطه غير ملحوظ للبعض، فندوة مثل ندوة دكتور يسري عبد الله في التجمع قد تكون مرموقة أكثر من بعض فاعليات نادي القصة، لكن بغض النظر عن حجم دور النادي يجب علي إدارته عدم تركه والتفريط فيه فيجب أن ينشط ويفعل ومن الطبيعي أن يدافع عنه المثقفين، وتتشابه مشكلة نادي القصة مع مشكلة أتيليه القاهرة الذي قام مالكه بالمطالبة به . فهناك أماكن مرتبطة تاريخيا بالثقافة لا يجوز تركها هكذا.
وأستطرد الخميسي متسائلاً: لماذا لا تقوم وزارة الثقافة بمحاولة شراء مقر النادي من المالك الذي يسعى وراء المكسب؟ فنقله إلي مكان آخر ليس حلا، فنحن نتحدث عن مكان مرتبط بذكريات معينة وبتاريخ معين، فيجب أن لا يتغير موقعه.
“المنفعة العامة”
قال الناقد دكتور مدحت الجيار، إن ما يحدث لنادي القصة مشكلة رهيبة، فالمفترض أن القانون يحمي المؤسسات الأهلية ويحمي أيضا المنفعة العامة، ونادي القصة يضم أكثر من ألفي عضو بإشتراك رسمي ويقوم بنشاط أدبي لا يقل أهمية عن نشاطات وزارة الثقافة، والمكان الذي يعيش فيه نادي القصة ليس ملكاً له، ولكنه من موروثات عائلة سراج الدين. الآن أحد ورثة سراج الدين أستطاع أن يحصل علي حكم برفع الإيجار إلي مبلغ ثلاثين ألف جنيه في الشهر، وهذا رقم مُعجز لأن كل أعضاء نادي القصة إذا دفعوا الإشتراك كاملاً لن يصل إلي خمسة آلاف جنيه ومن هنا لابد أن تتدخل وزارة الشئون الاجتماعية ووزارة التضامن  ووزارة الثقافة لإيقاف هذا الإنهيار المفاجئ لنادي القصة، كما أطالب وزارة الأسكان بإعطاء نادي القصة مكان آخر ليمارس فيه النشاط، فنحن لدينا ألفين عضو ولابد من مكان يسمح بإقامة الأنشطة من مؤتمرات وندوات وأحتفالات، ومكان يسمح بدخول جماهير  للاشتراك في هذه الأنشطة.
وأضاف القاص فرج مجاهد: أهم شيء اهتمام الحكومة ووزارة الثقافة حتي إذا وصل الأمر إلي أن يصبح النادي تابع لوزارة الثقافة أو أن تقوم وزارة الثقافة بدعمه، فقبل 2011م في عهد حسني مبارك وعهد وزير الثقافة آنذاك فاروق حسني كانت وزارة الثقافة  تمول النادي بمبلغ 100 ألف جنيه في العام، عندما قامت الثورة قام وزير الثقافة في ذلك الوقت  بتخفيضهم إلي 25 ألف وهو ناقد كبير وأديب مشهور وعندما ذهب إليه مجلس إدارة النادي قال لهم بالنص ” أنتم جايين تشحتوا وتتشرطوا” ثم يطلب بعد ذلك من نادي القصة أن يرشحه لجائزة الدولة أو جائزة النيل لا أتذكر هناك أشياء عجيبة، وزير الثقافة الوحيد الذي أستطاع أن يتخذ قرار بزيادة المبلغ ” كل الوزراء لم يستطعوا وحولونا إلي متاهات روتينية علي صندوق التنمية الثقافية وصندوق التنمية يقول ليس لدينا أوامر لا يوجد مال يكفي وبعد ذلك جاء وزير الثقافة “عبد الواحد النبوي” ورفع المبلغ من 25 إلي 40 ألف جنيه وعندما شرع في تنفيذ القرار حدث تغيير وزاري.
وأدعوا كل المثقفين حتي الشعراء أن يتكاتفوا ضد هذه الهجمة الشرسة فهذا النادي رمز وعلم وريادة ثقافية هناك ادباء عرب بيفتخروا بإنهم أعضاء في نادي القصة بالقاهرة، الحل في يد وزارة الثقافة فتسعة وتسعون في المائة من أوراق اللعبة في يد الوزارة.
 عن الأهالي

إرسال تعليق

0 تعليقات