نيويورك- (الأمم المتحدة)- “القدس العربي”: حذر أمين عام جامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، خلال كلمته في مجلس الأمن اليوم الثلاثاء، من إقدام إسرائيل على التخلص من الرئيس الفلسطيني محمود عباس “على طريقة ياسر عرفات”.
وقال أبو الغيط إنه سمع السفير الإسرائيل يقول إن محمود عباس لم يعد مؤهلا ليكون شريكا للسلام و”هذا أمر يثير القلق”. وأوضح قائلا “إذا لم يوقع عباس على اتفاقية سلام فلن تجد إسرائيل فلسطينيا واحدا يوقع على اتفاق سلام معها”. ثم نظر إلى السفير الإسرائيلي داني دانون وقال “قبل خمسة عشر عاما سمعت نفس الكلام عن رئيس فلسطيني سابق وصف أيضا بأنه لم يعد شريكا للسلام وتعرفون ما حدث”.
وكان السفير الإسرائيلي داني دانون قد قال أثناء الجلسة إن “التقدم نحو السلام لن يتحقق طالما استمر عباس في منصبه، وفقط حين يتنحى، يمكن للفلسطينيين أن يمضوا قدما إلى الأمام”. وادعى أن “عباس، لو كان صادقا في دعوته إلى السلام، لذهب إلى إسرائيل مفاوضا، كما فعل الرئيس المصري الراحل أنور السادات، حين تحدث أمام الكنيست”
وبين أبو الغيظ أن الجامعة العربية رفضت خطة الرئيس الأمريكي للسلام لأنها “لا تمنح الفلسطينيين إلا شيئا أقل من الحكم الذاتي”. وقال إن “إسرائيل ستظل حسب الخطة مسيطرة على الأرض والأمن والطرق والمعابر والموارد أما الفلسطينيون فسيعيشون في مناطق مقطعة غير مترابطة. وسيكون هناك دولة واحدة فيها نوعان من الناس.. جماعة تتمتع بحقوق كاملة وجماعة أخرى لا تتمتع بنفس الحقوق”. وأضاف قائلا لأعضاء مجلس الأمن “تعرفون ما اسم هذا النظام الذي طالما أدنتموه في هذه القاعة”، في إشارة إلى نظام الفصل العنصري.
وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس قد ألقى كلمة في الجلسة حول أسباب رفض الفلسطينيين لصفقة القرن. وقد ترأس الجلسة وزير الخارجية البلجيكي فيليب غوفان، الذي ترأس بلاده مجلس الأمن الدولي لهذا الشهر.
وتكلم في الجلسة التي استمرت نحو ساعتين كل من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، والمبعوث الخاص للأمم المتحدة نيكولاي ملادينوف.
وقدم عباس الأسباب القانونية والسياسية التي جعلت الشعب الفلسطيني بكامله يرفض “صفقة القرن” مدعوما بالجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي والاتحاد الأفريقي والاتحاد الأوروبي والعديد من التجمعات والمنظمات والبرلمانات حتى داخل إسرائيل والولايات المتحدة بمن فيهم 300 ضابط إسرائيلي سابق حاربوا من أجل إسرائيل وأكثر من مئة عضو في مجلس النواب الأمريكي.
وقال عباس إن نظام الفصل العنصري الذي انتهى في العالم يتم ترسيخه في فلسطين، وأكد أنه جاء لبناء شراكة دولية وتحقيق سلام. ووصف الصفقة الأمريكية بأنها جاءت من إسرائيل بدعم من الولايات لمتحدة لقمع الشعب الفلسطيني
وذكر بعدد من المؤتمرات والاتفاقيات التي التزم بها الفلسطينيون بما فيها مدريد وأوسلو ومبادرة السلام العربية وغيرها. وقال موجها كلامه للدول الأعضاء في مجلس الأمن “لقد التزمنا بتطبيق كل التعهدات الدولية وأصبحنا جزءا من النظام الدولي كدولة مراقبة في الجمعية العامة وانضممنا لأكثر من 120 معاهدة دولية وقبول السلطة الفلسطينية أكثر من 87 قرار للأمم المتحدة واستمرار التزامها باتفاقية أوسلو. ودعا عباس الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى أن يعيد النظر في خطته لأنها لا يمكن أن تحقق السلام فهي تلغي الشرعية الدولية وتتنكر للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وتخرج القدس الشرقية من السيادة الفلسطينية ولن توصل إلى حل الدولتين المشمول بقرار 1515 (2003) الذي طرحته الولايات المتحدة في مجلس الأمن.
0 تعليقات