اشترك في النشرة البريدية

نوايا “الجزيرة” المُبيّتة خلف فيلم “المُهرة”.. هل فشلت مساعي المصالحة بين الدوحة والرياض؟


“المهرة.. النوايا المبيتة” وثائقي بثته قناة “الجزيرة” خلال اليومين الماضيين واعادته عدة مرات، طرح التساؤلات عن “فشل مساعي المصالحة الخليجية” والتي بدأتها الدوحة مع الرياض وفقا لوسائل اعلام غربية اكدها وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، قبيل قمة الخليج في بداية كانون اول العام الماضي.
الوثائقي الجديد يكشف وفقا للقناة “النوايا السعودية المبيتة في الحصول على معبر بحري عبر اليمن”، وهو فيلم كررته القناة القطرية بصورة كبيرة خلال برامجها ليومي الاحد والاثنين ويتوقع ان يستمر خلال الأسبوع الحالي، وفقا للطريقة التي تعتمدها القناة القطرية في ترويج برامجها.
ويتحدث الوثائقي عن نوايا سعودية منذ عهد الملك الراحل عبد الله بن عبد العزيز، وفقا لوثائق منسوبة لموقع ويكيليكس، كما يتحدث الفيلم عن دور لسفير الرياض في اليمن محمد آل جابر في تشكيل الحكومة اليمنية يرفضه أبناء محافظة المهرة.
وأثار عرض “الجزيرة” للفيلم في هذا التوقيت التساؤلات، رغم ان متابعيه وصفوه بهجوم “الحد الأدنى” واعتبروا انه من نوع الهجوم المخفف على الرياض وان الشهادات فيه لم تحمل البعد الهجومي الذي كان في نبرة القناة قبل استئناف الحوار مع الرياض والاعلان عن ذلك في ديسمبر الماضي.
ويتباين الهجوم الإعلامي لقناة “الجزيرة” بوضوح بين الرياض وأبو ظبي لصالح التركيز على الثانية، منذ الإعلان عن احتمالات المحادثات بين قطر والسعودية، إلا ان الوثائقي الجديد ظهر وكأنه مؤشر على تعسّر في المحادثات والتقارب بين الدوحة والرياض، رغم ان مراقبين اصروا على ان القناة القطرية لم تُعمِل كل مباضعها في النقد للسعودية كما كانت تفعل قبل اشهر حين كانت الازمة على اشدّها.
ويتحدث دبلوماسيون عن كون قطر تلعب اليوم دورا يبدو هاما في التوتر مع ايران وهو ما يعزز موقفها، اذ زار أمير قطر تميم بن حمد طهران قبل نحو أسبوع في خطوة علنية تساعد في فهم الدور الذي تلعبه الامارة الصغيرة، الامر الذي يمكن ربطه اليوم بسهولة باستئناف “المناوشات الإعلامية” على نار هادئة بين الجزيرة وصديقتها اللدودة قناة العربية، وتحديدا فيما يتعلق برغبة الرياض إيجاد منفذ بديل عن منافذها على مضيق هرمز.
وتعتبر الرياض بالمقابل نفسها محاصرة من قبل ايران في مضيقي هرمز وباب المندب، خصوصا مع ايحاءات بان محادثاتها اليوم مع الحوثيين تتعسر أيضا اثر ضربة مدوية راح ضحيتها 116 يمني في واحدة من معسكرات الجيش، واتهمت فيها قوات عبد ربه منصور هادي الرئيس اليمين الحوثيين بالقيام بالهجوم انتقاما لمقتل الجنرال الإيراني قاسم سليماني، الامر الذي لم يؤكده الاخيرون خلافا لعادتهم.
بهذا المعنى يبدو ان المحادثات التي كانت سلطنة عُمان تلعب فيها دور الوسيط الى جانب واشنطن ويقودها من جانب السعودية ولي ولي العهد السعودي الأمير خالد بن سلمان فشلت في تحقيق تقدم حقيقي، ما يعني ان مضيق باب المندب أيضا ليس امنا على ناقلات النفط السعودية اذ يمكن ان تستهدفها جماعة انصار الله الحوثي الموالية لإيران.
ولكن بالعودة لأساس التحليل، فإن ما قدمته وتفعل قناة “الجزيرة” في هذه المرحلة، وبالتحليل، يدل على احد امرين، إما التوصل لتسوية مع قطر على أساس “النقد الحافظ لماء وجه قطر” في الاعلام، وهو النوع الذي قدمه عمليا الوثائقي ولاحقا تحليله ونقده، أما الامر الثاني فهو ان الهجوم اليوم ما هو الا بداية عودة الازمة المجمدة بعد تعذّر الحلول، وهنا تحديدا لا تبدو الكلمة لا بيد الدوحة عمليا ولا بيد الرياض، فالكلمة العليا بالغالب بيد واشنطن المنشغلة بتحقيقات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والتي قد تظهر شراسة حقيقية في حال فشلت مباحثات المصالحة التدريجية المفترضة. كل هذا بالتحليل، وتغيّر المعطيات لاحقا، قد يغيّر النتائج.

إرسال تعليق

0 تعليقات