اشترك في النشرة البريدية

لا يمكن للجزائري الاصيل أن يقف مع الاحتلال!!!

لا يمكن لجزائري اصيل ثار اباؤه و اجداده بالأمس ضد ظلم وقهر الاستعمار، من اجل جزائر حرة ومستقلة في ثورة ضحى اصحابها بمليون ونصف المليون من الشهداء، و شكلت نقطة فارقة في التاريخ المعاصر للانسانية، ويثور هو اليوم على مدى شهور في حراك اذهل العالم بسلميته وحضاريته ونبل اهدافه (الحرية، والديمقراطية، والشفافية، المساواة …الخ) لا يمكن لهذا الجزائري أن يقف مع الظلم والاحتلال!!! اي احتلال كان، وخاصة إذا كان هذا الاحتلال على حدود بلاده، وضد شعب صغير يشترك معه العرق والدين والجغرافيا والمصير، ناهيك عن الاشتراك في ميزة التشبث بالكرامة والتطلع للحرية يسمى الشعب الصحراوي.


لا يمكن لجزائري اصيل، واسطر تحت هذه الكلمة ” أصيل” ان يتخندق مع نظام ظالم، محتل، توسعي وعميل يسمى نظام المخزن ضد شعب صغير وجار، اقول هذا بعد التصريحات التي ادلى بها المدعو عمار سعيداني، الذي تسلق ذات يوم منصب الامين العام لجبهة التحرير الجزائرية وذلك يحز في النفس لأنها جبهة التحرير الاسم الذي تحررت الجزائر تحت رايته، وعندما تذكر الجزائر نتذكر نحن الصحراويين قبل كل شيء ذاك الصدر الرحب الذي وجدناه فيها منذ اول يوم تكالبت فيه علينا جيوش الجيران ولازلنا نجده فيها الى اليوم، نتذكر ذاك الدعم اللا محدود الذي وجده جرحانا ومرضانا وامهاتنا، نتذكر باعتراف جليل بالجميل كل حرف تعلمناه نحن الذين تعلمنا في مدارسها وتخرجنا من جامعاتها.
نتذكر باحترام كبير ذاك الشعب الطيب الذي جُبل على دعم المظلوم أيا كان، نتذكر ذاك الشعب الذي تتفق كل تياراته على دعمنا والتعاطف معنا لأننا اصحاب حق، وحتى في ايام مأساة العشرية الحمراء ظل الصحراوي محل تعاطف من كل أطراف الشعب الجزائري .

وعندما تذكر جبهة التحرير الوطني نتذكر ذاك الحزب الذي قاد أعظم ثورات القرن العشرين نتذكر ثورة نوفمبر ثورة المليون ونصف المليون شهيد، وعندما يذكر منصب الامين العام لجبهة التحرير الوطني نتذكر محمد خيضر، نتذكر محمد صالح يحياوي، نتذكر احمد بن بلة، نتذكر محمد الشريف مساعدية ، نتذكر عبد الحميد مهري وغيرهم من الرجال العظام الذين حرروا الجزائر وقادوها الى مصاف الامم المحترمة.
وانه ليحز في النفس ان يذكر الى جانب هذه الاسماء الكرام العظام اسم كعمار سعيداني الذي لم تعرف يديه من رصاص التحرير الا الضرب على ” الدربوكة ” ولم تمسك من المسدسات الا مسدسات محطات البنزين، الذي يتكلم اليوم بوقاحة الباحث عن الاضواء و المدعي للشجاعة بدعمه العلني للإحتلال المغربي الذي قتل وعذٓب وهجٓر الشعب الصحراوي، فلو كان يمتلك مثقال ذرة من الشجاعة لعبر عن مطالب الشارع الجزائري الثائر لكنه ليس سوى اجير لنظام المخزن، و احد ازلام العصابة التي ثار الشعب الجزائري ضدها ولا يقول الا ما يريده كفيله في المخزن المغربي
.
نعي جيدا ان المصالح ليست ثابتة وان مواقف الدول تتغير تبعا لتلك المصالح، ونتفهم تخوف بعض الصحراويين من اعتبار ظهور تصريحات بهذا الشكل بداية تغير في الموقف الجزائري، ولكننا نعي ايضا ان سعيداني لا يمثل الجزائري الاصيل ولا يمثل مصالح الجزائر، بل مصالح اللوبي المغربي في الجزائر وانه ليس سوى شخص مغربي الهوى والمصالح.

لأن مصلحة الجزائر هي في الانتصار لحق الشعوب وحمايته ودعمه ، مصلحة الجزائريين هي في دولة جارة للصحراويين صديقة ومؤتمنة الجانب، مصلحة الجزائر ليست في تقوية جار توسعي يصدر المخدرات ويسرق المواد الغذائية والمحروقات، الجزائر و الجزائريين منذ عهد الامير عبد القادر الى اليوم يعرفون ان مصلحتهم ليست في نظام المخزن. .
المغرب له باع طويل في شراء الضمائر وسعيداني ليس من طنية الرجال الذين يستعصون على الشراء وامثاله كُثر ممن باعوا النخوة والكرامة ولا يحفظون عهدا ولا جيرة ، ولا يحسنون سوى المتاجرة بمأساة الشعوب .
لكن الجزائر التي نالت استقلالها بعد ثورة عظيمة، وتتشكل اليوم من جديد بهذا الحراك العظيم ليس فيها مكان لأمثال سعيداني مهما بحثوا عن الأضواء ومهما حاولوا ركوب الامواج.

بقلم محمد لحسن

إرسال تعليق

0 تعليقات