اشترك في النشرة البريدية

الفريق الوطني والفريق الملكي


بعد ما حدث في كأس افريقيا، أصبح المراكشيون أو المغربيون يقولون انه ليس لدى بلدهم فريق، وأن الإسم الكبير المنفوخ- الاسود- هو اسم يجب أن يعاد فيه النظر ويتم استبداله. المراكشيون أو المغربيون على حق، لكن لم ينتبهوا، إلى حد الان، لماذا لا يوجد لديهم فريق. ببساطة لأنه لا يوجد عندهم وطن ولا وطنية، وكل ما يوجد عندهم هو الملك والمملكة. فمثلا الفريق الجزائرى يحمل اسم: الفريق الوطني الجزائري، وقبله كان اسمه فريق جبهة التحرير الوطني؛ يعني أن كلمة " وطني" و" وطنية " هي المفتاح في الانتصارات الجماعية، وهي التي تخلق الروح المعنوية، وهي التي ترفع من شأن الشعوب. فريق مراكش- التسمية الأصلية للمغرب- لا يحمل صفة الوطنية في الاسم. فريقهم يحمل شعار الجامعة الملكية لكرة القدم واسم الفريق المراكشي أو المغربي هو "الفريق الملكي"، واسم فدرالية كرة القدم عندهم هو "الفدرالية الملكية" لكرة القدم، واسم نادي الفروسية، النادي الملكي واللائحة طويلة. إذن، معهم الحق حين يقولون انه ليس لديهم فريق وطني يدافع عن العلم وعن الوطنية وعن البلاد. كل ما عندهم هو فريق ملكي وفدرالية ملكية ووو، وبالتالي هؤلاء اللاعبون لايحسون في عروقهم دماء وطنية حارة تجعلهم يسلخون جلودهم من أجل الوطن والعلم. انهم يدافعون فقط عن الفريق الملكي، والنشيد الملكي والعلم الملكي وهذا لا يستحق سلخ الجلود من أجله، ولا يستحق دموعا مثل دموع اللاعب الجزائري الذي ضيع ضربة الجزاء. نقص عامل الوطنية هو السبب في جعل الأسود ينزعون جلود الأسود ومخالبهم ويتحولون إلى حيوانات أخرى. لقد نزعت المملكة في المغرب من جينات المغاربة صبغيات الوطنية. تم نزع صفة " وطني" ووضع مكانها " ملكي" وتم ترويض الشعب على ذلك حتى اقتنع أن المغرب كله هو ملكي. وهذا لم يحدث فقط مع فريق كرة القدم الملكي، لكن حدث أيضا مع الجيش الملكي والقوات المسلحة الملكية. في حرب الصحراء الغربية لم يحارب الجيش المغربي أنه جيش وطني، لكن كجيش ملكي وقوات ملكية، يحارب بإسم الملك والملكية ولا يحارب من أجل الوطنية المغربية، وبالتالى انهزم أمام جيش التحرير الشعبي الصحراوي القليل لكن المسلح بالوطنية والحق.
إذا تجولت في مدينة مغربية لا تجد أي شيء يدل على الوطنية في الشارع. الشوارع تحمل أسماء الملوك العلويين: شارع الحسن الأول والثاني والثالث، واسماعيل ومحمد الخامس والسادس؛ أي انك لا تجد شارعا واحدا يحمل اسم شهيد أو وطني مغربي أو فيلسوف. فحتى الدين تم تحويله إلى ملكي. لا يوجد مسجد يحمل اسم عالم ديني أو فقيه. كل ما يوجد هو مسجد السادس والرابع والخامس، وبالتالي نحن أمام حقيقة أن انعدام الوطنية والإحساس بالوطن والتجرد من أية علاقة بالوطن والوطنية هو الذي جعل الشعب المغربي مهزوما دائما، ويحس بالدونية والنقص والخوف ومحتقر في أي مكان ذهب اليه. 
blog-sahara.blogspot.com.es
من صفحة السيد حمدي يحظيه

إرسال تعليق

0 تعليقات