اشترك في النشرة البريدية

كادوا يقطعونها...


✍ *بقلم : الشيخ لكبير/محمد البخاري.*
-إن الشريعة الإسلامية حثت كل الحث على أن نتمسك بهذه الصفة الحميدة ؛ لما لها 
من فائدة ترجع للفرد و للمجتمع ككل، والتي كادت أن تنقطع بيننا في هذا العصر ، فالأسر التي تصل بعضها تجدها أسرًا متحابّةً متكافلة يرحم بعضها بعضا، كما تتجلّى فيها جميع المعاني السّامية التي تحقّق للفرد الأمن من كل جوانبه ، وفي المقابل كثيرا ما نسمع اليوم عن قطيعة الرحم ونشوء العداوة بين أفراد العائلة وأخذت هذه الظاهرة الأخيرة تنتشر انتشارا بالغا حتى أصبح البعض يعدها من أسباب الراحة النفسية أن يخاصم أهله أو أحد أقاربه ليعيش في قوقعة حياته بعيداً عن تلاطم موجات التآلف الأسري الذي يعتبره -حسب رأيه الشخصي- ضوضاء لا جدوى من وجودهم سوى الأذى ،فما السبب الذي جعلها كالمنقرضة في مجتمعنا؟ و لكي ﻻ أطيل عليك أخي القارئ تأمل معي في هذه السطور....
إن صلة الرحم في مجتمعنا قد حازت اهتماما كبيرا عند أجدادنا على الرغم من بعد 
المسافات بينهم و انعدام وسائل التواصل الاجتماعية التي تساعد في معرفة أخبار 
اﻷهل و اﻷقارب ، فكان الواحد منهم يقطع اﻷﻻف الكيلو مترات ليصل رحمه بكل ما 
أوتي من قوة ،همه الوحيد أن يصل أهلك غير مبال بما يحدث له من نكبات خلال سفره الطويل و الشاق ، لقد عرفوا قيمتها فأعطوا لها حقها.
و بالمقابل ها نحن اليوم رغم وجود وسائل التواصل الحديثة و الراقية ، بالإضافة إلى توفر وسائل النقل و تنوعها في مجتمعنا ، فهذا كله يقرب المسافات و بدون مشقة و لا عناء و كأننا في قرية صغيرة ولله الحمد على نعمه ، أصبحنا نشتكي من انقراض صفة حميدة أشادت بها الشريعة الإسلامية ألا و هي صلة الأرحام ، بحجج أضعف من بيت العنكبوت تندرج في قولنا *( ما عندي شيء نرفولهم)*، يعني مدلول هذا القول أنه لا أملك ما أحمله لأصل به رحمي ، فلقد ضاق مفهوم صلة الرحم إلى هذه الدرجة عند أغلبنا أصبحنا نعلق هذه الصفة الحميدة بالماديات ،إذا توفرت عندنا وصلنا أرحامنا و إلا فلا.
ترجع أسباب قطيعة الرحم في مجتمعنا حسب رأيي البسيط إلى أسباب عدة منها الحالة المادية التي جعلها الناس برأي عقولهم الصغيرة والمنغلقة مقياس يمنعهم من صلة الرحم ، الخلاف هو أحد أسباب قطع الرحم والتفرقة بين الأقارب على مختلف المشاكل التي يواجهون ، كما أن الجهل الذي يدفع الإنسان الى الاهتمام واللامبالاة بزيارة الأقارب وتفقد أحوالهم وكذلك الجهل بفضل صلة الرحم وما يترتب عليها من فيوض إلهية . 
و في الختام اعلم أخي الكريم أو أختي الكريمة علم القين أن قاطع الرحم يعتبر من الفاسقين الخاسرين قال الله تعالى *{ وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلاَّ الْفَاسِقِينَ الَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِن بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ أُولَـئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ } *البقرة: 26-27 ، كما أنه لا يدخل الجنة حيث حث عليه الرسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله : *« لا يدخل الجنة قاطع رحم» رواه الترمذي.*

إرسال تعليق

0 تعليقات