اشترك في النشرة البريدية

افتتاح مهرجان كان: جيم جارموش يعطي إشارة الإنطلاق ويحدّد الإطار… بقلم الناقد طاهر الشيخاوي

تقرير لمدونة "الثورة نيوز - عاجل"..
افتتاح مهرجان كان: جيم جارموش يعطي إشارة الإنطلاق ويحدّد الإطار… بقلم الناقد طاهر الشيخاوي
لمتابعة الخبر والحصول على المزيد من المعلومات والمعطيات الجديدة, لا تنسى الإشتراك في صفحتنا على الفيسبوك عبر الرابط التالي: http://fb.com/thawra.news.tn

بقلم الناقد طاهر الشيخاوي- مراسلنا من مهرجان كان

افتتح اذن شريط “الأموات لا تموت” لجيم جارموش الدورة 72 لمهرجان كان السينمائي، فكان الافتتاح أمريكيا خلافا للدورتين السابقتين. هذا أول ما يمكن الإشارة إليه (إذا أردنا استقراء هذا الإختيار) أي أن الخلاف مع الولايات المتحدة الأمريكية وبالتحديد مع السينما الأمريكية الذي تواتر في السنوات الأخيرة ليس شاملا وقطعيا بل يخصّ نوعا من الانتاج، فالجميع يعلم أن جارموش سينمائي مستقل وقريب جدا في اتجاهه من سينما المؤلف الاوروبية الذي كان تأثيرها حاسما في اتباعه مسلك الفن السابع وبيّنا في مقاربته الفنية.

والإشارة الثانية هي وفاء المهرجان لعدد من المخرجين الذين اقترنت اسماؤهم بكان، اذ جلّ أعمال جارموش شاركت في المهرجان شأنه في ذلك شأن أغلب اصحاب الأفلام المشاركة في الأقسام الرسمية ككان لوتش والمودوفار والأخوان دردان وتارنتينو إلخ ، ثم الملاحظة الثالثة والأهم هي أنّ فيلم “الأموات لا تموت” بالتحديد، مع اشتغاله على ****** معيّن وهو جنس الأموات الأحياء أو ما يسمى بأفلام الزامبي، فهو يحمل شحنة نقدية لا لُبس فيها فيما يتعلق بقضايا العصر.

وهو بالتحديد ما يتميز به العمل وما أجمع عليه النقاد. لم يتخل المخرج عن اختياراته الجمالية ولكنه شدّد على نقد انحرافات المجتمع الأمريكي (وغير الامريكي) في ما يتعلق بالاستهلاكية المفرطة وانخرام التوازن البيئي، فمنذ البداية أشار عونا الشرطة الذان يمثلان الشخصيتين الرئيسيتين إلى علامات غريبة طرأت على الزمن والمحيط، اخلالات في التمشي العادي للأحوال الطبيعية، ولكن جارموش، وهذا أيضا مرتبط بفلسفة المهرجان، لم يسقط في الخطاب النقدي المباشر والفج، كما فعل دائما، بل التجأ إلى ****** بذاته، وهذا من عادته أيضا، وأخضعه لمزاجه، فهذه النوعية من الأفلام تحمل جانبا هاما من الإثارة الفرجوية بحكم ما تثيره الأموات الأحياء من خوف وتمارسه من عنف، ولكن جارموش نحا منحى طريفا ظريفا لا يخلو من دعابة ونكتة جعله في الوقت ّذاته يوجه بطريقة غير مباشرة تحية لمن سبقه في المجال كجورج روميرو صاحب «ليلة الأموات الأحياء» الشهير ويجدد ثقته في ثلة من الممثلين الذين رافقوه في سيرته والذي أبى إلا أن يعيد الاستعانة بهم في شريطه.

ليس “الاموات لا يموتون” أفضل عملا قدمه جارموش ومن الصعب أن يتحصل على جائزة كبيرة، ولكنه رسم للمهرجان من البدء خطه الذي نفترض أنه سيتضح في الأيام القادمة.

إرسال تعليق

0 تعليقات